أيُّـهـا الـراحــل
بواسطة : محمد الفيفي
بتاريخ : 2016-01-05 22:45:01
نحنُ والقربُ والودادُ رفاقٌ
زادنا البينُ من أسى الوجدِ وجْدا
هكذا الدَّمعُ هاطلٌ إثرَ حُزْن ٍ
كلُّ عينٍ ترى من الدمع فقدا
لو يفيدُ الكلامُ والدمعُ شيئاً
لضممتُ الحبيبَ في الشّعر ردّا
لكنِ النفسَ من عناها توارتْ
خلفَ باب ٍ من المواساة ِ أكدى
ليس لي لو أردتها من طريق ٍ
فَلَكِ الإثمُ كلّما ازددتُ سُهْدا
ليس للشوق ِ من فؤادٍ حنون ٍ
مثلما أسدتِ المتاهةُ أسدى
غير أنّ المحبّ يرجو لقاءً
يضحك الروضُ للنسيم ِ ويندى
وبه ِ يرسم الربيعُ فصولاً
يُلْبِس الزهرَ في الحدائقِ عِقْدا
ضاع عمري على انتظار ِ زمانٍ
أجهضَ الوصلَ والبشاشة عمدا
أيها العمْرُ والأماني نهارٌ
ما عهدنا هواك يُخلفُ وعدا
إنّما الهجرُ والعذابُ رفاقٌ
موعدٌ من حوادث الدهر أردى
أيها الراحلُ الذي نال منّي
لا غرامٌ لغيرك اليومَ يُهدى
إنْ تأخرتَ عن حياتي فهذي
صرخةُ الشعرِ تعبرُ البحرَ مَدّا
طاب فيك الشعورُ فارجع حبيباً
في مكان ٍ بدا من النجم مجْدا
قد تنقّلْتَ في العروق ِ كشمسٍ
كنت منها بريقها حين تبدا
لك حبٌ مقيدٌ وثناءٌ
أطلق ِ الريحَ بيننا سوف تهدا
فسلامٌ عليكِ حتى أراني
قد توسّدتُ منْكِ راحاً و زندا
الديوان أيُّـهـا الـراحــل
al-d1.com