أهمية الاثر الطيب

بواسطة : الشاعرة بارعة
بتاريخ : 2013-02-22 16:36:24

بقلم - بارعة


الانسان كائن فاني يزول جسده بانتهاء عمره ويبقى اثره هذه سنة كونية لا تتغير ولا تتبدل ومن اقوى الاثار بقاءً الكتابات الادبية بكل اشكالها (شعراً , ونثرا) يقول الشاعر:
وما من كاتب الا سيفنى
ويبقى الدهر ما كتبت يداه
وعلى هذا النحو فالكتابة بشكل عام تعد امانة تقلدها اربابها وبات لزاماً عليهم ان يُرعوها حق رعايتها ويجب ان يعلموا ان ما يقدمونه للعامة له اثره البالغ عليهم سلباً او ايجاباً فهم البذرة التي ينبت منها نبات حسن او نبات خبيث ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة.
والكلمة المؤثرة في اذهان الناس لها دورها البارز في اصلاح ما إعوج وتبصير من جهل ونقد من اخطأ والثناء على من اصاب وما أجمل ان يكون الأديب كالمطر الصيب النافع ترتوي به الارض وينبت به الكلا وتُغسل به أدران الجهل.
وكم من قلم رفيع اعلا الله به أمم وقادها الى بر الامان وكان مثله مثل سيف عدل أُشهر في وجه الفتن وحلت به العقد. وكم من قلم مد كف الهلاك الى مجتمعه فانتشرت به الفتن ودعي به الى الرذائل وشاعت به البغضاء.
وفي ظل كل هذا كان الأجدر بكل مثقف ان يقدم الى قرائه ثقافة غير مستهلكة وغير هشة مبنية على أُسس متينة من الوعي والمخزون الفكري الممتع للقارئ والجاذب لانتباهه, بعيداً عن اساليب التشويق القائمة على الأكاذيب والشائعات وزور القول وهتك الاعراض وقبح الالفاظ وبث اجواء الشحناء.
ومضة:
القلم والورقة ادوات والكلمة محتواهما والكتاب كالآنية وكما قيل:
(كل إناء بما فيه ينضح).

 

الديوان أهمية الاثر الطيب
al-d1.com