همتي دمتي (Humpty Dumpty).. هي رواية شعبية إنجليزية تناولها أكثر من شعب وتغنى بها أطفاله لقوة الثقافة الإنجليزية آن ذاك، وباختصار هي عبارة عن بيضة (ملقوفة) على شكل إنسان تلعب على جدار طويل ووقعت عنه، ولم تستطع خيول الملك ولا جنوده إنقاذها، إنما نالت الشهرة والتخليد الموسيقي لها من الناس فقط، مع الكثير من الألم طبعا. عملت في أحد المجلات قديما وكانت ملكا لأحد الكتاب البسطاء أدبيا، ومن خلال الكثير من النقاشات حول آلية تركيب الصفحات ومحتواها المقدم للقارئ تبين لي عجزه عن استيعاب الكثير من الأفكار الخلاقة والمبتكرة، -رغم امتلاكه للذكاء الفطري الجيد، إلا أنه حب الأنا وحب التواجد الدائم وهو ما اضطره للوجود فهو كاتب بسيط وغير متمكن من تقديم النصوص الأدبية الجيدة وباستمرار، فاضطر للتواجد عبر الكثير من الحيل وكانت المجلة من ضمنها، والمشكلة ان الكثيرين مروا عبر بوابتها الى سماء الإبداع التي كان هو يحسد الناس عليها، ولم تنجح حيله في النهاية وباء بالفشل بكل أسف، التميز والإبداع لا يلازم الحسد وحب الذات فهما نقيضان لبعضهما البعض، ولا يندرج تحت بند الأنا دائما بل هو عطاء ذاتي لا يحسب للناس حسابا مختلفا، ولا يحسدهم الفكر أبدا بل يشاركهم ويتخذ من مقدسات أفكارهم محرابا للصلاة ومنه ينطلق ويعطي ما عجز عنه محب الظهور، وها نحن نرى الكثير من المغردين يغرد لأنه يحب التواجد ويحب ألا ينساه الناس ويراقب الإضافات والإعادة لما تفضل به هذا «الهمتي دمتي الكبير». الحياة ليس نتاً فقط ولا برامج تواصل بل هي مكملات هشة لمضمونك أنت، لا لعرض غرورك كـ«همتي دمتي»، فاعلم انك إن وقعت وتكسرت فلن ينفعك أحد كما لم تستطع خيول الملك وجنوده تصليح وجه همتي دمتي المسكين، كن كما انت.. نحبك كما نحن. Q8naifQ8@gmail.com