لا تخلونها تخيس

بواسطة : بندر الهاجري
بتاريخ : 2015-08-23 06:26:59

في شهر فبراير من العام الماضي ٢٠١٤م ، نشرت الصحف خبر يؤكد بأن ارتفاع أسعار الأسماك في السوق نتيجة لتعمد الشركات بتخزين أطنانًا تكفي لرفع الأسعار تدريجياً إلى أن يصل سعر كيلو " الزبيدي " الكويتي إلى ٢٠ دينار !! وأكثر ، بالطبع هذه مخالفة صريحة للشرع والقانون فهذا احتكار يضر شريحة كبيرة من المجتمع ونفعه يعود لقلة قليلة من التجار تباعا . وأيضا كما عودتنا حكومتنا بحلولها الترقيعية المؤقتة ، مر الزمن بوعود بحل جذري ولم نشهده حتى هذه اللحظة ، مما يدل على أن لتجار الأسماك أيادي لا رادع لها في صنع وتسكين القضايا المضرة بمصلحة العامة وعوائدها تزيدهم جشعًا وطمعًا بالمزيد . وقبل ثلاثة أيام تداعى بعض المغردين بإعادة طرح فكرة مقاطعة الأسماك فتفاعل المغردون مع الحملة لشعورهم بنفس المعاناة وأن لا حل حكومي قادم لأنهم لا يشعرون بهم ، فرأينا جميعاً النتائج الأولية التي اعتبرها جيدة جدًا ، وأنا سعيد جدًا ليس لأن الأسعار هبطت "لأنني مقاطع بالفطرة" ، فمن يعرفني عن قرب يعلم بأنني لا أستطيع أكل الأسماك لأسباب صحية ، ولكني سعيد ومتفاعل مع الحملة بهدف ألا " أجعلها تخيس " ، فقط لأنها لا تمسني شخصياً ، فهذه ثقافة حسنة ويجب دعم مثل هذه الحملات بما أوتينا من قوة ، حتى نثري ثقافتنا وثقافة أجيال قادمة بكيفية التعامل والتعايش مع حالنا وأحوالنا . يجب علينا بأن لا نمكن التجار الجشعين لتحقيق رغباتهم الشخصية أياً كانت سلعهم وأن لا نسمح لهم بالتلاعب بنا لمجرد رغبتنا وحاجتنا بإقتناء تلك السلع ، فعليهم فهم واستيعاب ومعرفة أننا شعب ينبذ الجشع والإستغلال وأن البدائل تتوفر حينما نبحث عنها ، ولن نفكر في مصالحنا الشخصية ، فكما هو شعار الحملة " إن كنت تستطيع فغيرك لا يستطيع " . غاندي قال للشعب الهندي : " كلو مما تنتجون والبسوا مما تصنعون وقاطعوا بضائع العدو " ، فصنع الهنود ملابسهم بأيديهم ، وهنا نجد المشابهة .. فالتاجر الجشع عدو لـ " جيبك " الذي هو حيلة متوسطي الدخل ، فالمقاطعة وسيلة ضغط وثقافة يجب " ألا نتركها تخيس " . • أخي المواطن والمقيم : إذا استهوتك نفسك لشراء سلعة مضاعف ثمنها تذكر .. أنك اليوم قادر ... ولكنك غدًا ستلعن شهوتك عندما لا تجد ثمنها .. وشهوة أولادك بها . " فلا تكسر القاعدة فتنكسر أنت غدًا أمام أبناءك " بقلم / م. بندر الهاجري @Q8bndr

الديوان لا تخلونها تخيس
al-d1.com