«تصنفني.. أصنفك»

بواسطة : نايف الجاسمي الظفيري
بتاريخ : 2015-08-21 10:48:07

تطرقت في مقالي السابق «تصنيفك.. وفق شكلك» حول آلية التصنيف البسيطة التي يمارسها البعض وذكرت تلك الحادثة البسيطة التي حدث معي شخصيا، وكانت حول كيفية التصنيف لدى البعض، واستطرادا للموضوع استكمل الفكرة معكم. التصنيف علم قائم بذاته يهتم بوضع الكائنات الحية وترتيبها تباعا وحسب مجموعات، بدءا بنوع الكائن ثم جنسه ثم فصيلته ورتبته وطائفته وشعبته ثم مملكته.. تصنيف يعتمد على أسس واضحه في العلم، أما الكثير منا وبدون أن يحتاج إلى أي عالم، فهو من يصنف البشر حسب التراكمات وما غذي عليه من فكر او نقل لدماغه عن أي مجموعة بشرية كانت، تتعدى الاختلاف وتصل إلى حد عدم الرغبة في التسامح او التعايش في مجتمع واحد، وان كانت كحب الدميم من طرف واحد، إلا أنها مشكلة وتحتاج منا الى حل، من الممكن ان يصنف أي إنسان لأي فئة يختارها هو، أو يختارونها له، لا فرق، ويدرج بحسب العرف السائد ضمن قوائمها ومؤيديها ويحسب عليها وان كان غير نافع لها أو لفكرها، حزبية كانت أو فكرية، ومن خلال الشكل أيضا أو اللبس أو تنسيق اللبس فهم المتخصصون بالتصنيف وإلى أبعد مدى، ويستطيعون إطلاق أحكام نهائية وملزمة لهم بالنظر فقط، وهنا أعتقد أن المسألة تتعدى القدرات العقلية لأي إنسان واعتقد انه يجب البحث عن علاج ملزم لمثل هذه الحالات، والأغرب من ذلك انهم لم يتخصصوا في هذا العلم الذي طوروه ذاتيا ليس إلا لغاية في نفوسهم ومنافع يحسدون الناس عليها، فهو علم يجعلهم يحكمون على أي إنسان بالنظر فقط، وبما انهم لا يحتاجون من احد شيئا فالعكس ليس صحيحا، فالكل يحتاجهم والكل يطمع بهم والكل اقل منهم بدرجات..! أليس هذا ما يساورهم دائما، أليس هذا ديدنهم دائما- وان كابرنا عنه فهذا واقع الحال؟ إلا انهم اهملوا أمرا في غاية البساطة فالناس لا تحتاجك ولا تعلم عنك ولست آخر همها، فإن نسيتها نسيتك واهملتك وتبقى انت غنيا عنهم وهم كذلك، ومن الطبيعي ان يصنفك الآخرون كما صنفتهم من منطلق «تصنفني... اصنفك» ولكن هل هذه حياة وهل هذا تعايش؟ وأين هم من قول الله تعالى: (لتعارفوا) وأين هم من قول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) وأين هم من قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»؟!

الديوان «تصنفني.. أصنفك»
al-d1.com