عندما أطل ديسمبر الماضي على الدنيا ونحن نراقب الكثير من التجهيزات والكثير من العمل على إنجاح الموروث الشعبي وإحياء قرية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، في منطقة السالمي والتي عمل الكثير من أبناء الوطن على تطويرها والنهوض بفكرتها، ولم يأل جهدا ولم يدخروا خبرة تخدم هذه التظاهرة إلا أبدوها. وذلك عن قرب رؤية العيان، ولست هنا لذكر ذلك إلا أنه استطرادا لما كان سيتم، فعن سابق معرفة بالأمير يزيد بن محمد الأحمد السديري خاطبته وعرضت عليه فكرة الاشتراك في هذه التظاهرة الرائعة والتي أعتقد أنها ورغم كل المجهود الذي بذل لها لابد أن يقدم فيها الفاكهة اللذيذة لمتذوقي الأدب والتراث، ولم لا يشارك من كان وما زال أحد أهم رواد الأدب الشعبي وأهم كتابه الذي خدموا الشعر ودونوه واصدر الكثير من الكتب والمؤلفات ككتاب أبطال من الصحراء وكتاب الحداوي وكتاب الدمعة الحمراء، ناهيك عما سارت به الركبان وتغنت به الخلق من قصائد فذة لم تطرق من قبل فأصبح مدرسة شعرية متفردة بامتياز. ومن يقدم هنا ان لم يقدم هذا العلم وهو الأمير والشاعر محمد الأحمد السديري أمير منطقة الجوف وجازان وعرعر، فكيف (تغنى الورقى على خضر الغصون) وشاعرها غير موجود ولم (يعدى على راس عالي) وان كان (رجم طويل يدهله كل قرناس)، ومع احترامي لك من شارك فلا أقول إلا كما قال هو (حول - وخل مولع القلب يرقا)، وفعلا وافق الأمير يزيد على ذلك وقد رحبت الكويت بهذه المبادرة من قبل القائمين على هذه التظاهرة الجميلة أيما ترحيب وقاموا بإفراد المساحة التي يستحقها المعرض لهذا العلم مرحبين به وبأدبه المعشوق كويتيا وخليجيا فهو ممن يضيفون لهذه التظاهر بعدا أدبيا خاصا. إلا ان ضيق الوقت حدا بالأمير يزيد الى أن يطلب التأجيل إلى عام آخر، لكي يتسنى لأبناء الأمير والشاعر محمد الأحمد السديري أن يقدموا ما يليق بهذه القامة العالية دونما استعجال، فمتحف الأمير السديري في منطقة الغاط بالمملكة العربية السعودية زاخر بالأدب والنوادر، وعملية نقله ليست بتلك البساطة فأجلت هذه الفكرة إلى أجل قريب... فلا تكتمل أي مناسبة أدبية شعبية تختص بالموروث الشعبي وان كثر روادها إلا أن يكون على مائدتها فاكهة كل المواسم الأمير والشاعر العذب محمد الأحمد السديري.