تسجيل الدخول

الاكثر أعجابا

عبدالكريم الجباري المعجبين:129
عفاف الشمري المعجبين:95
نافع بن طواله المعجبين:94
بركات الشمري المعجبين:89
علي الضوي المعجبين:82
بندر المطيري المعجبين:82
فرج صباح المعجبين:79
ديم الفيصل المعجبين:77
لافي ذباح المعجبين:76
سعد الخلاوي المعجبين:74
عواد بن طواله المعجبين:73
شواهق نجد المعجبين:71
بدر الحمد المعجبين:68
نبض الحيارى المعجبين:65

الاستفتاء

ماهو تقييمك للموقع
  •  

القائمة البريدية

>> لؤي سالم >>

ذات الرداء الأسود

لؤي سالم  الكويت

إصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله .. فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ماتأكله.

2012/05/3004:26 pm
عدد المشاهدات : 1457

ذات الرداء الأسود

هذه الأحداث واقعية  وحدثت معي بتاريخ 27يونيو 2011

ذات الرداء الأسود - قصة قصيرة

المشهد الأول

اقتربت الساعة من التاسعة  مساءاً بتوقيت دولة الكويت درجة الحرارة تكاد تصل إلى الخمسين درجة مئوية في إحدى ليالي شهر يونيو الشديدة السخونة .. صوت كاسيت السيارة يعلو بنغمات السيدة فيروز  في طريق عودتي من مطار الكويت الدولي إلى منزلي بعد أن  قمت بتوصيل صديقة لي مسافرة إلى دولة الإمارات العربية في رحلة عمل وفجأة وبدون سابق إنذار .. يقطع أنغام السيدة فيروز رنين هاتفي النقال المزعج ويخرجني من تلك الحالة من الأحاسيس الهيدروجينية الوزن .. وبتململ قمت بالرد : ألو من معي

الطرف الآخر : أنا محمد إبراهيم

أنا : أهلا محمد كيف حالك

محمد: بخير الحمد لله

وبعد تبادل التحايا  لمدة تزيد عن الخمس دقائق  أخبرني بأنه توجد مباراة كرة قدم اليوم الساعة الحادية عشر مع إحدى فرق الشركات .. فأخبرته بأنني مستعد للمشاركة وسوف أكون في ملعب كرة القدم بالوقت المحدد .. وأنهينا المحادثة على اتفاق للقاء  .. وفي تلك اللحظة وجدت نفسي أمام منزلي .. قمت بركن السيارة في المكان المخصص لذلك وانتظرت بضع ثواني حتى وصل المصعد وصعدت إلى شقتي الكائنة بالطابق الرابع .. ضمن خمس شقق في نفس الطابق .

المشهد الثاني

الساعة العاشرة والنصف .. ارتديت ملابسي على عجل  .. احمل حقيبة رياضية صغيرة بها ملابسي الرياضية .. فتحت باب المنزل .. وخرجت مستعدا لدخول المصعد للنزول .. و .. وجدتها !!!

كانت تقف في شموخ وأنفة كألف أمراه … قوامها الرياضي جعلني أقف مشدوها للحظات بدوت خلالها كالأبله اتجهت نحوها بصمت وأنا أدعو أن أكون محظوظاً وتركب معي المصعد حتى ولو كانت المدة التي يستغرقها المصعد للوصول للأسفل لا تزيد عن 20 ثانية .. وقفت بجانبها أكاد اسمع صوت دقات قلبي …. كانت ترتدي هذا الفستان الأسود الضيق المصنوع من الفرو الخفيف .. شعرها كليلٍ أدهم بلا نجمٍ ولا قمرُ .. ترتدي عقداً بثلاث جواهر يتدلى بخفة من عنقها إلى صدرها .. كانت تقف بصمت وكأنها لم تلحظني كانت منشغلة بشئٍ آخر لا أدري ماهيته .. وفجأة نظرت نحوي بلامبالاة والتقت عيني بعينيها .. و….. توقفت الأرض عن الدوران .. نعم توقفت عن الدوران وكل شئ حولي تحول إلى حالة من الثبات .. نعم

هذا ما حدث .. لم أرى بحياتي مثل هذه العيون .. عيون واسعة تكاد أن تكون دائرية تدرج بهما اللون الأزرق والأخضر ليصنع مزيجا مدهشا من اللونين يصعب على العقل تصوره وإدراكه .. وتظللهما خيمة من الرموش التي لم أرى مثيلا لجمالها من قبل ..

المشهد الثالث

(دينج ) يقطع حالة الصمت صوت وصول المصعد وبخفة ونعومة يفتح الباب .. أقف على استحياء .. منتظرا أن تدخل المصعد .. كنوع من الذوق والمجاملة ..

ولكنها تنظر نحوي بقلقٍ .. وخوف .. فقمت بالدخول إلى المصعد وضغطت زر التوقف  وقلت لها بصوت خافت تفضلي .. بدت للحظة مرتبكة وحالة من التردد

غير مسببة تملكتها وبدأت في التحرك ببطء شديد تجاه باب المصعد .. وبحركة لا إرادية منها وضعت قدمها داخل المصعد وقفزت بتردد  .. وذهبت إلى أحد الأركان ووقفت بخوف .. قمت بإغلاق باب المصعد وضغطت على زر الطابق الأسفل .. والتفت تجاهها .. !!

كنت في تلك اللحظة أفكر كيف أتناول معها أطراف الحديث ولو لمدة 20 ثانية ؟ وربما تزيد إذا استمر الحديث خلال فترة وصولي إلى سيارتي وربما أستطيع التعرف عليها أكثر .. وربما وربما وربما !!! ……. قطع حبل أفكاري فجأة صوت تنهيدة طويلة صدرت منها نظرت تجاهها لأجدها تكاد تسقط أرضا من الرعب وبحركة خفيفة مددت يدي نحوها لالتقطها قبل السقوط .. ويالهول المفاجأة لقد ألقت بنفسها نحوي وقامت باحتضاني بخوف وبدون أن تنطق بأي كلمة قمت بدوري بلف زراعي حولها وقمت بحملها .. وبدأ المصعد في النزول !!

نظرت نحوها فإذا هي مغمضة عينيها كأنها غائبة عن الوعي وبعفوية مني تحركت  يدي على شعرها الأدهم لتبعد خصلات تطايرت فوق جبينها .. ولم أجدني سوى قد اقتربت شفاهي من وجهها الملائكي لأطبع قبلة حانية بين تلك العينين المنقطعة النظير في جمالهما .. وتوقف نظري قليلا عند العقد المتدلي من عنقها لأجد قطعة ذهبية صغيرة بين الثلاث جواهر .. كتب عليها بالإنجليزية Ousha ..

وفي تلك اللحظة توقف باب المصعد عند الطابق السفلي  وهممت بالخروج وأنا احملها بين يدي .. واصطدمت عيني بتلك الفتاة الصغيرة التي تقف أمام باب المصعد .. وحين رأتني وأنا أحملها ابتسمت عينيها فرحا وقفزت نحوي بلهفة

وامتدت يديها بشوق إلي وقالت ( أين كنتي يا أوشا وكيف خرجتي من المنزل )

وحملتها برفق وهي تمسح بشوق على شعرها الأسود الجميل وتقول لها في عتاب ………………
أنتي قطة سيئة ..!!

وكانت هذه حكايتي مع ذات الرداء الأسود قطة جارتي التي تقطن بالطابق الأول

التعليق على القصة
ارسال الى صديق
أبلاغ عن خطأ