تسجيل الدخول
الاكثر أعجابا
الاستفتاء
ماهو تقييمك للموقع
القائمة البريدية
محمد الرويحل 
كاتب زاوية بالعربي المشرمح في جريدة عالم اليوم
هرمنا من الهرم المقلوب
يبدو أن ثقافة الهرم المقلوب الذي حذرنا منها الراحل د.أحمد الربعي طغت وتجبرت وأصبحت هي الثقافة السائدة لدينا فكل ما نراه ونسمعه مختلف عن طبيعته ومنقلب رأسا على عقب ويبدو أننا نمتاز بهذه الثقافة بل قد يأتي لنا يوم ما سيفتخر بهذه الثقافة أجيالنا كصفة تميزنا عن شعوب الأرض..
ومن الطبيعي حين يقف الهرم على قمته بدلا من وقوفه على قاعدته فحتما سيكون هذا الهرم متأرجحا ولايمكن له الثبات وسيكون في مهب الرياح التي تعصف به من كل جانب فيميل تارة لليمين وتارة للشمال ويستمر بالتأرجح دون أن يستقر ما لم يعد لوضعه الطبيعي ويقف على قاعدته التي هي الوحيدة التي من شأنها أن تحقق له الثبات والاستقرار..
كنا في السابق نفتخر بسلطتنا التنفيذية وإنجازاتها وما تقدمه من خدمات وتنمية تفوقت بها على بقية الحكومات الأخرى ثم سرعان ما انقلبت رأسا على عقب لتقف على قمتها وتتأرجح حتى فقدنا الثقة بها وكنا نفتخر بسلطتنا التشريعية ورقابتها وتشريعاتها ومحاسبة الحكومة إن أخطأت وسرعان ما انقلبت رأسا على عقب لتقف على قمتها وتتأرجح حتى فقدنا الثقة بها، وهكذا أصبح الشعب لا يثق بمؤسساته الدستورية لأنها لا تقف على قاعدتها وأصبح وضعها منقلبا ومتشقلبا ومتأرجحا لا قاعدة له ولا دستور أو قانون يحكمه وأصبح الهواء والأهواء هي السائدة في إدارة البلاد وشؤون العباد..
ولأن هرمنا مقلوب فحتما نرى من يطعمنا اللحوم الفاسدة ومن يسرق أموالنا ومن يضرب وحدتنا الوطنية ومن ينشر الفساد بيننا خارج السجون بل أحيانا نراهم هم من يتسيد المشهد السياسي والأجتماعي ، ولأن هرمنا مقلوب فحتما سيقمع الشعب وتقيد حريته ويحارب الشرفاء ويصبح لدينا سجناء رأي ويفقد القانون هيبته ، ولأن هرمنا مقلوب ومتأرجح فحتما سنراه لا يقف مع الجميع بالتساوي وعلى مسطرة واحدة..
يعني بالعربي المشرمح هرمنا من هرمنا المقلوب الذي يبدو أنه سيبقى متأرجحا وغير ثابت ويبدو أن ثقافة الهرم المقلوب هي السائدة وهي عنوان هذه المرحلة وما وصلنا إليه من حالة خطرة ومنقلبة رأسا على عقب في كل شيء من حياتنا يذكرنا بلقاء الراحل د.أحمد الربعي على قناة الجزيرة مع العراقي البعثي الذي قال له الربعي “ مشكلتك أنك لو أنتقدت سياسة نظامك فلن تستطيع العودة لبغداد لأنك تعرف مصيرك المحتوم بينما أنا أنتقد وأقول ما أشاء وأعود لبلدي لأنام في منزلي وبين أولادي دون خوف “ الأمر الذي لو كان هذا اللقاء في هذه الظروف لما استطاع الراحل الربعي أن يفتخر به أو يذكره بل أتحدى أن يخرج كائن من كان أن يقول ما قاله الربعي ويستند بذلك على وقائع في وقتنا هذا..
مجلس يشمخ
حين سمعت رئيس مجلس الصوت الواحد يحذر الحكومة من مجلسه ويطمئن الشعب بأن مجلسه يشمخ علمت بقصر مدة هذا المجلس خصوصا بعد إعلان نوابه عن عدة استجوابات سيشمخون بها الحكومة ليثبتوا للأمة أنهم ليسوا كما أشيع عنهم بالوداعة والمحاباة وكأنهم يثبتون بأن من انتقدوهم في السابق بالتأزيم وتعطيل التنمية كانوا على حق لأن السبب في ذلك هي الحكومة.. وعاش مجلس التشميخ وعاشت سياسة التشمخ!!