تسجيل الدخول

الاكثر أعجابا

عبدالكريم الجباري المعجبين:129
عفاف الشمري المعجبين:95
نافع بن طواله المعجبين:94
بركات الشمري المعجبين:89
علي الضوي المعجبين:82
بندر المطيري المعجبين:82
فرج صباح المعجبين:79
ديم الفيصل المعجبين:77
لافي ذباح المعجبين:76
سعد الخلاوي المعجبين:74
عواد بن طواله المعجبين:73
شواهق نجد المعجبين:71
بدر الحمد المعجبين:68
نبض الحيارى المعجبين:65

الاستفتاء

ماهو تقييمك للموقع
  •  

القائمة البريدية

>> نايف الجاسمي الظفيري >>

‏ارتقيت مرتقى صعباً يا رويعي الغنم

نايف الجاسمي الظفيري  الكويت

‏من هو ابن طفيل؟ - بقلم: نايف الجاسمي الظفيري ‏ ‏ ⁦‪alanba.co/634621/‬⁩

2016/03/0503:29 am
عدد المشاهدات : 984

‏ارتقيت مرتقى صعباً يا رويعي الغنم

«شايف نفسه» كلمة تترد على مسامعنا كل يوم وإن تنوع لفظها حسب اللهجات العربية المختلفة، المهم أن نعرف «ليش شايف نفسه»؟ وعلى من؟ وهل هذه السمة نختص بها دون العالم؟ نحن أمة ارتبطت بموروثها أقوى ارتباط، فكل فكرة يثور دخانها اليوم ما هي إلا أثر لنار قديمة، وحتى لا يبقى دخاننا الأبيض حبيسا، يجب ان نعود لتاريخنا ونعرف ونفصل الكثير من أحداثه وتراكماته التي علقت بالنفس. كلنا يعرف عمرو بن هشام بن المغيرة (أبو جهل) والكل يكرهه ولا يحبه، لا تاريخيا ولا نفسيا ولا عقائديا، وآخر من ساهم في زيادة الكراهية له هي الدراما المصرية وبصورة خاصة، فهو يظهر دائما بصورة الرجل القوي البنية ذي الوجه المتجهم العبوس، وبتصرفات وكلام يبعث في النفس الكره والحقد، عموما ما يهمني هنا هو تبيان كم كان هذا الرجل عزيزا ومتنفذا قويا بين شعب مكة والعرب. وقد وصل به الحد إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الله أن يعز الإسلام به او بعمر بن الخطاب، «اللهم اعز الإسلام بأحد العمرين» ومن هنا تتضح مكانة هذا الرجل وقدرته على التغير وقوة تأثيره، إلا أن الله- عز وجل- استأثر بهذه الدعوة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان لابن الخطاب ما كان من تاريخ حافل ومميز، أما ابن هشام هذا فهو رجل يمثل أسطورة عربية قوية بصورة خاصة، والغريب هنا مستوى العزة التي كانت بين جنبات هذا الرجل ففي آخر أنفاسه وعند سقوطه أمام المسلمين في غزوة بدر، أمسكه عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه وعلا صدره برجله، ولم يهتم لذلك وقال متسائلا لمن الغلبة اليوم فقال ابن مسعود: لله ولرسوله، وعندها علم بانكسار جيشه وقال لابن مسعود لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم، ونزل عليه ابن مسعود وحز رأسه وأنهى هذه الأسطورة البشرية الجبارة، غريب جدا ان يفكر اي رجل وفي موقف كهذا بهذه الطريقة فلم يقبل ان يعلو صدره راعي أغنامهم في مكة رغم الانكسار وهزيمة الجيش وإصاباته المميتة والآلام والجروح التي لم يبال بها ولم يطلب الرحمة أو المغفرة أو يضعف بل أصر على عزته واستنكر ان يهان او يعامل بأقل من مكانته، وهو يعلم علم اليقين ان ابن مسعود قاتله لا محالة، إلا أنها النفس الكبيرة لروح هذا الإنسان ولتاريخه وتاريخ قومه، وهو رغم كل هذا لم يوفق للإسلام، ولم تنفعه لا عزته ولا ماله ولا شجاعته بين العرب. كم هو صعب التعامل مع شعوب تمتلك مثل هذا التاريخ وهذه الشخصيات وهذه العزة والجبروت. والتساؤل هنا: هل نستطيع أن نتخاطب بوجود أفكار كأفكار أبي جهل الحية بيننا إلى الآن؟ لا اعلم، ولكني اعلم اننا متعنتون رغم ادعائنا عكس ذلك، ورافضون للآخر ايا كان رفضا قاطع لفكره وشكله ومرجعيته، دون اي وسطية فكرية او تعاط سياسي حقيقي لأي أمر، والتفضيل عندنا دائما للأقوى فقط لا أحد غير، ولا يحكم بيننا إلا بيت الشعر الشهير لابي فراس الحمداني حينما يقول: نحن أناس لا توسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أو القبر اعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا وأكرم من فوق التراب ولا فخر والخوف كل الخوف يا أمتي العزيزة أن أراك كما قال نفس الشاعر وفي نفس القصيدة: أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوي نهي عليك ولا أمر.

التعليق على المقال
ارسال الى صديق
أبلاغ عن خطأ