تسجيل الدخول

الاكثر أعجابا

عبدالكريم الجباري المعجبين:129
عفاف الشمري المعجبين:95
نافع بن طواله المعجبين:94
بركات الشمري المعجبين:89
علي الضوي المعجبين:82
بندر المطيري المعجبين:82
فرج صباح المعجبين:79
ديم الفيصل المعجبين:77
لافي ذباح المعجبين:76
سعد الخلاوي المعجبين:74
عواد بن طواله المعجبين:73
شواهق نجد المعجبين:71
بدر الحمد المعجبين:68
نبض الحيارى المعجبين:65

الاستفتاء

ماهو تقييمك للموقع
  •  

القائمة البريدية

>> نايف الجاسمي الظفيري >>

‏نباطة في مطار براغ

نايف الجاسمي الظفيري  الكويت

‏من هو ابن طفيل؟ - بقلم: نايف الجاسمي الظفيري ‏ ‏ ⁦‪alanba.co/634621/‬⁩

2015/12/2511:48 am
عدد المشاهدات : 447

‏نباطة في مطار براغ

هل كل كريم مضياف؟ وهل كل مضياف كريم؟ الكرم احد طباع البشر ولا يقترن بالأكل فقط بل الكرم في كل شيء في الأخلاق والتعامل، والمتعارف عليه منا عموما الكرم وحسن التعامل مع الغريب ولا يلزم الكريم دائما بالضيافة بل يلزم بحسن التعامل. في احد الأيام الممطرة الجميلة وبحزن يخالج النفس في آخر شهر اكتوبر وكأنها هذه الايام، في مطار براغ عاصمة التشيك تلك البلاد التي تعشقها وتحبها لا شعوريا بروعتها وجمالها الآسر، توجت الى كاونتر الاستقبال وأخذت مكان الجلوس والبوابة التي يجب أن أكون عندها عقب ساعتين من الآن، بعدها توجهت للجوازات مارا بكل مراحل التفتيش بصورة عادية، وبين تناول القهوة والتجول البسيط في سوقها الحرة توجهت باكرا إلى بوابة الدخول للطائرة، وعند وضع حقيبتي الصغيرة على جهاز الكشف ودخولي عبر بوابة الأشعة وبوجه متجهم وكلمات لا افقهها أبدا تعالت أصواتهم شيئا فشيئا وبانزعاج من قبل الكل، بدأت أنادي عليهم: ‏(speak in English) و‏(Please، speaking in English)! ولم يستجب احد إلا أن الصوت بدأ بالارتفاع، وأقرأ في وجوههم الغضب الشديد والإلحاح على أن هذه الحقيبة لي وأجيب بالإيماء لهم أن نعم هذه الحقيبة لي، أخذت الى مكان جانبي وحرزت الحقيبة بصورة أدخلت الخوف عليّ، فأنا لا اعلم ما بداخلها من مصيبة رغم علمي اليقيني بأنها لا تحمل إلا بعض الهدايا وبعض الأدوية والملابس البسيطة! وخلال ثوان معدودة تجمع علي أكثر من خمسة رجال للشرطة والجمارك والمدنيين العاملين بالمطار بوجود رئيستهم في العمل والتي ترتدي بدلة زرقاء قاتمة وغير بهيجة، وبدأت الأسئلة تتالى علي باللغة الانجليزية، وأنا أجيب انها حقيبتي، وأود أن أعرف ما المشكلة وما المصيبة، وعند إقراري بصورة نهائية بأنها لي وأنا صاحبها ـ لم لا يقتنعون وماذا يريدون؟ ـ لا اعلم! وأخيرا فتحت هذه الحقيبة وتم إخراج «نباطة»! نعم نباطة صغيرة في إحدى زواياها ـ مقلاع صغير يلعب به الأولاد ـ وعندها امسكها احدهم بيديه الموشحتين بالقفازات السوداء أخذته ابتسامة المنتصر، وقال هذي هي مشكلتك...النباطة، وهي نباطة صغيرة ذات ألوان عادية لها عدة كرات للاستخدام واللعب، هي لم تكن مشكلتي أبدا ولكن الجهة التي انوي الذهاب اليها مارا بمطار فرانكفورت بألمانيا هي المشكلة فأنا عربي ومن أجل ذلك انا مشبوه، ويشك في نيتي وعليهم الحذر مني ومن نباطتي وإن كانت للأطفال الصغار، فمن الممكن ان اغتال الكابتن او اخطف الطائرة بهذا المقلاع البلاستيكي الصغير ما ادراك!! الكل يعلم كيف نعاملهم في مطاراتنا وكيف نساعدهم في بلادنا بل بالعكس نفرح بخدمتهم كضيوف علينا، إلا انهم لا يبادلوننا نفس الشعور أبدا، بل يستغربون كرمنا ومساعدتنا لهم في الأسواق او الشارع او اي مكان، فالكريم اذا أكرمته لا يستغرب لأنه احد طباعه العادية، اما اللئيم او من لم يتعود على الكرم فيستغرب ولا يقبل منك الكرم بالصورة المرجوة، فيقابلك بالكثير من الشكر ويحاول إيصال رسالة لك بأنك قدمت اكثر من اللازم وإطراق النظرات ارضا منك، كلها قرائن تنبؤك بأنه لن يعمل لك ما عملت لأجله، بل اعتقد ان الكثير منهم لا يعرفون لا الكرم ولا الضيافة ولا الفرق بينها ابدا، فكما اسلفت الكرم ليس بالأكل فقط الكرم كرم التعامل ولست ملزما بالضيافة، فالمضياف شيء والكريم شيء آخر ـ وإن تشابهوا كثيرا ـ ولست ملزما باستضافة كل من تواجه ولكنك ملزم بالكرم مع كل من تواجه، فكل مضياف كريم وليس كل كريم مضيافا، الا انها ثقافات الشعوب وهذا من الامور الطبيعية للبشر، ولكن دخل التغيير على هذه الطبيعة بسبب الإعلام وقدرته على تغيير فكر اي شعب وأي طبيعة للضد منها، كما يستطيع ان يلغي أو يعزز اي فكرة يتبناها... عموما اخذت أبين انها عبارة عن هدية لا اكثر، وبعد جهد جهيد اقتنعت صاحبة البدلة الزرقاء بأن تجعلها في حقيبتي الكبيرة داخل الطائرة، الا انني رفضت وأصررت ان تأخذها هي كهدية لولدها او ترميها بأي مكان وتعفيني من حملها. رغم كل الاحداث الحقيقية والمفتعلة التي حدثت لم يتغير تعاملنا معهم ولن يتغير لأنها طبيعتنا ببساطة.

التعليق على المقال
ارسال الى صديق
أبلاغ عن خطأ