تسجيل الدخول

الاكثر أعجابا

عبدالكريم الجباري المعجبين:129
عفاف الشمري المعجبين:95
نافع بن طواله المعجبين:94
بركات الشمري المعجبين:89
علي الضوي المعجبين:82
بندر المطيري المعجبين:82
فرج صباح المعجبين:79
ديم الفيصل المعجبين:77
لافي ذباح المعجبين:76
سعد الخلاوي المعجبين:74
عواد بن طواله المعجبين:73
شواهق نجد المعجبين:71
بدر الحمد المعجبين:68
نبض الحيارى المعجبين:65

الاستفتاء

ماهو تقييمك للموقع
  •  

القائمة البريدية

>> نايف الجاسمي الظفيري >>

من لقى اللين يتليه.

نايف الجاسمي الظفيري  الكويت

‏من هو ابن طفيل؟ - بقلم: نايف الجاسمي الظفيري ‏ ‏ ⁦‪alanba.co/634621/‬⁩

2015/11/1611:27 am
عدد المشاهدات : 428

من لقى اللين يتليه.

«اللين متبوع والجفا مخلى»، «يتلي الليان ومن لقى اللين يتليه».. كثيرة هي الأمثلة عن اللين بالمعاملة، وأي باب من أبواب الحياة إن لم يطرق باللين لايفتح عن طيب خاطر، وإن ولج به من ولج، فلن يكون الأمر كما أريد له أن يكون، اللين هنا ليس المجاراة لكل أمر، بل لين التواصل والتخاطب والمعاملة الحسنة. كنت عائدا للكويت بعد رحلة طويلة وكان الشوق للأهل والوطن لا يعادله شيء، ولا يفصل بيني وبينهم الا ست ساعات تقريبا في السماء وقد جمعتني المصادفة على متن الطائرة بأحد «حجاج بوذا» في «التبت» وهي امرأة ألمانية متوسطة العمر، وكانت على قدر من العلم والثقافة والجمال وتتحدث الإنجليزية بصورة متوسطة الى جيدة كحالتي، وبعد الإقلاع بفترة بدأنا بتبادل الأحاديث الودية عن السفر والأجواء وطبيعة الشعب الألماني وغيرها من الأمور العامة من باب التسلية وإضاعة الوقت، واتضح لي انها لاتنوي النزول في الكويت بل تنوي أن تستكمل رحلتها الى النيبال مرورا بالهند في رحلة متعبة جدا من أجل أن تحج الى جبال التبت في دولة نيبال حبا منها لدينها ولإلهها الذي تبجله وتحترمه ، متحملة كل مشاق السفر في رحلة روحية عشقت كل أميالها حبا بمن تحج اليه، فهي بوذية الديانية، والبوذية هي ديانة تنتشر بصورة واسعة في شرق آسيا، ومن هنا بدأ الحديث يأخذ منحى آخر وكان حول الأديان والمعتقدات وغيرها من أمور الدين العامة، ومن خلال النقاش تبين لي انها ولدت لأبوين نصرانيين وعلى الديانة المسيحية وتربت في اهم الكنائس فيها، كون والدها أصبح قسيسا لإحدى تلك الكنائس، وبعد الكثير من التفكير والقراءات حول الأديان والجهد الشخصي لها الذي جعلها تتقلب في أكثر من فكرة حول الدين وماهية التبعية للإله، إلا انها لم تحبذ إلا البوذية لا غير، ولم يجذبها لهذا الدين إلا التعامل الراقي للمنتسبين لذلك الدين من وجهة نظرها، وهو ما أثر فيها وجعلها تغير معتقدها وتبعية ديانتها الموروثة عبر آلاف السنين الي دين لا وجود له في بلادها الا ماندر. كم مرة سرحت وأبعدتني أفكاري وهي تحدثني عن اصدقائها البوذيين وكيفية التعامل معهم ومدى حبها لهم وكيف تعلقت بهم ومن ثم اتبعت ديانتهم، وأتساءل بيني وبين نفسي لو أنها تعرفت على العرب والمسلمين وكان لديها نفس الشعور والرغبة في الانتماء الى دين آخر وحقيقي تتعامل معه وتعيشه وتحب منتسبيه قبل أن تتعرف على أحكامه هل كانت دخلت الاسلام؟. دار في ذهني هذا الحديث وهي تتكلم، وانتبهت لي وتساءلت عم يشغلني؟ فسألتها عم اذا كانت تعرفت على الدين الإسلامي وما هيته؟ وهل تعرفت على المسلمين؟ فأجابتني بكل صراحة انها لم تحب التعامل معهم ولم ترتح لهم في أي أمر، ومن ذلك ابتعدت أصلا عن البحث في هذا الدين. لا أعلم كيف انقضت الست ساعات، واقتربنا من الكويت ودخلنا أجواءها آمنيين والحمد لله، وعند استعدادي للنزول ودعتها وطلبت منها بالسماح لي بأن أرسل لها عبر البريد كتب باللغة الألمانية حول الدين الاسلامي ان كانت تريد، إلا انها اعتذرت بكل أدب وكأن حال لسانها يقول (سبق السيف العذل) وبكلمة الوداع كان ذلك آخر ما سمعت منها. كم نحن متكبرون على هذه الحضارة، وكم نحن عالة على هذا الدين، كم نحن مساكين ومغرورون، كم نعتقد أن الدين وجد لنا وحدنا ونسيره حسب أهوائنا باستكبار وعليه لا يحس بها إلا من أراد أن يرى المسلمين ويتعامل معهم، كيف يسلم أو يقتنع بدين لا يعرف عنه إلا ما يرى من سلوكياتنا واستكبارنا على الناس وعلى المسلمين الذين ليسوا من جنسيتنا وعلى الدين نفسه، حتى اصبح سبيل كبارنا ومطيته صغارنا لما يريدون من مصالح الدنيا للأسف، أولم تفتح الكثير من الدول بحسن التعامل؟ ألم يساهم التجار المسلمون في انتشار الدين سابقا بحسن التعامل واللين وإعطاء الأمثلة الحسنة، ألم يكلف الله سيدنا موسى واخيه هارون بالذهاب لطاغية عصره (فرعون) وأمرهما ان يقولا له «قولا لينا» الآية.. وهو ألد الخصام للدين، أعتقد أن المسألة مسألة ثقافة عامة ولا تقتصر على الأفراد فقط.

التعليق على المقال
ارسال الى صديق
أبلاغ عن خطأ