تسجيل الدخول

الاكثر أعجابا

عبدالكريم الجباري المعجبين:129
عفاف الشمري المعجبين:95
نافع بن طواله المعجبين:94
بركات الشمري المعجبين:89
علي الضوي المعجبين:82
بندر المطيري المعجبين:82
فرج صباح المعجبين:79
ديم الفيصل المعجبين:77
لافي ذباح المعجبين:76
سعد الخلاوي المعجبين:74
عواد بن طواله المعجبين:73
شواهق نجد المعجبين:71
بدر الحمد المعجبين:68
نبض الحيارى المعجبين:65

الاستفتاء

ماهو تقييمك للموقع
  •  

القائمة البريدية

>> نايف الجاسمي الظفيري >>

مزامير داود.. في أجمل الكهوف

نايف الجاسمي الظفيري  الكويت

‏من هو ابن طفيل؟ - بقلم: نايف الجاسمي الظفيري ‏ ‏ ⁦‪alanba.co/634621/‬⁩

2015/10/3001:30 pm
عدد المشاهدات : 331

مزامير داود.. في أجمل الكهوف

نعيش نحن المسلمين الكثير من التناقضات التي كانت تؤرقنا، وتعايشنا معها حتى ألفناها واصبحت من المسلمات لدينا كالكثير من عاداتنا ورغباتنا التي شغلتنا عن مفهوم الاسلام الحقيقي، ومثلنا مثل التعليم في بلادنا، فقد اهتممنا بالقشور والحفلات والمسميات حتى نسينا سبب تواجد الطالب بالمدرسة اصلا. في صباح أحد الأيام الرطبة والمحتوية على قطع متناثرة من الغيوم التي لا تحجب الشمس الحارة الا في بعض المواقع وكأن تساقط أشعتها من ورائها دنانير ذهبية تفر من البنان على ملابسنا وعلى قاربنا الصغير والقوي الذي لم يبال بروعة الجبال المتناثرة حولنا ولم تعنه الخضرة المتوشحة بها تلك الجبال ولم يلتفت الى تلك الكهوف الخلابة رغم مناداتها لنا عبر صدى أصوات هدير المحركات البسيطة والمتناغمة مع أمواج البحر الذي مخرناه بمقدمة قاربنا الملونة بأبهى الألوان ولم ينقصنا في هذه الرحلة سوى بعض الأشربة التي تغنى بها المتنبي وقال: أشربة وقفن بلا أواني. وعند دخولنا احد الكهوف في خليج (بان ناه) جنوب مملكة تايلند في شرق آسيا حيث أجمل الجزر على تلك المياه الزرقاء والهادئة، ومن خلال السكون أخذت ترانيم تتعالى مبهجة، وإذ بسائق قاربنا الصغير يترنم هادئا بمزامير أعرفها جيدا وكلمات أفقه معانيها وتراتيل ساعدتها تجاويف الصخور ورد الصدى لذلك الصوت الرخيم، التفت اليه وقلت: ماذا تقول أنت؟ فابتسم وقال: أحب ان أقرأ القرآن في هذا الكهف دائما، وكان جوابه بلغة عربية مركبة وبسيطة، واسترسل قائلا: انتم من بلاد العرب صحيح؟ قلت: نعم صحيح. قال: ومن أي البلاد انتم؟ جاوبته: من الكويت.. ابتسم قليلا وقال: هل هي قريبة من مكة، قلت: لا فمكة تبعد عنا كثيرا، ودار الحديث بيننا عن كيفية تعلمه للعربية، فأجاب: إني مسلم وأحفظ القرآن الكريم كاملا، ومن خلال حفظي له اتقنت لغة التخاطب معكم، قلت له: تبارك الله، عافاك، فأردت اختباره فطلبت منه أن يقرأ «الأنفال»، فقلت: هل تحفظ آية الانفال؟ قال سريعا: بل أحفظ سورة الأنفال انما هي سورة يا أخي.. ورتلها ترتيلا مبدعا وكأنني أسمعها لأول مرة، فطلبت منه أن يسمعني سورة اخرى، هل تحفظ الملك؟ قال: نعم يا أخي احفظها. وكانت من اروع ما سمعت من مزامير آل داود، وكم كان ذلك الصوت في ذلك المكان آسر وأخاذ وكأننا مسافرون في قطعة من الخيال اللذيذ الذي لا يوقظك منه إلا خروجك من ذلك الكهف الجميل وعودتك الى واقع الحال، وعند انتهائه سألني: كم جزءا تحفظ من كتاب الله انت؟ كم جزءا؟ بل كم سورة؟ شعرت بالخجل من ربي قبل ان اشعر بالخجل امام ذلك المسلم البسيط، نحن انشغلنا بالدنيا عن الكتاب الكريم، وكم أتمني من الله أن يعطيني كما أعطى هذا الإنسان البسيط من قلب مليء بمحبة القرآن وحفظه، كم أنا مقصر، كم أنا مسرف! كم أرى في نفسي ما ليس فيها! وكم من الكبر أحمل داخل هذا الصدر الصغير! اللهم إغفر لي تقصيري وظلمي لنفسي. وبعد تبادل للأحاديث اكتشفت انه يعاني كثيرا للحفاظ على دينه وعلى أوقات الصلاة رغم السماح لهم في بلادهم بممارسة دينه بحرية مراقبة، إلا أنها أفضل من لا شيء، فهم شعب مضطهد في أرضه كحال أغلب المسلمين في العالم، فهم خمسة ملايين مسلم لا نعلم عنهم أي شيء غير أن أرضهم كانت أرض حضارة إسلامية عظيمة ونسيها الزمن وطواها الفقر الذي لم يثن سكانها عن الحفاظ على إرثهم الاصيل. على أي مقياس نحدد اننا مسلمون حقا وبأي عقل نبين لأنفسنا حقيقتنا المرة؟ وما الذي يعزز مفهوم اننا مسلمون أو لا؟ ونحن في الوقت نفسه لا نعير لتعاليم الإسلام أي أهمية تذكر، بل نحرص على التكسب دون ان يعاتبنا ضميرنا بأي شيء، بل وصل معنا هذا الضمير الى حد الثمالة من الكبر والسفه والغرور! Q8naifQ8@gmail.com

التعليق على المقال
ارسال الى صديق
أبلاغ عن خطأ