تسجيل الدخول

الاكثر أعجابا

عبدالكريم الجباري المعجبين:129
عفاف الشمري المعجبين:95
نافع بن طواله المعجبين:94
بركات الشمري المعجبين:89
علي الضوي المعجبين:82
بندر المطيري المعجبين:82
فرج صباح المعجبين:79
ديم الفيصل المعجبين:77
لافي ذباح المعجبين:76
سعد الخلاوي المعجبين:74
عواد بن طواله المعجبين:73
شواهق نجد المعجبين:71
بدر الحمد المعجبين:68
نبض الحيارى المعجبين:65

الاستفتاء

ماهو تقييمك للموقع
  •  

القائمة البريدية

>> نايف الجاسمي الظفيري >>

فن صناعة الاعداء

نايف الجاسمي الظفيري  الكويت

‏من هو ابن طفيل؟ - بقلم: نايف الجاسمي الظفيري ‏ ‏ ⁦‪alanba.co/634621/‬⁩

2015/05/0901:14 pm
عدد المشاهدات : 317

فن صناعة الاعداء

http://www.alanba.com.kw/kottab/nayef-aljasmy/557173/10-05-2015

 

 

 

فرض الأعداء علينا وكأنهم قدر محتوم لا حول لنا بوجودهم ولا قوة أحببنا وجودهم أم كرهنا فهم موجودون رغما عنا.. هي الدنيا فلا مناص عنهم ولا إياب لهم، فهم من لا يفارقك وهذا على كل الأصعدة أفرادا كنا أو دولا، حسدا أو غيرة أو حبا في المناصب أو طمعا في المال والتكسب من بلدهم أو من غيره لا يهم.

إلا أننا من يملك مفاتيح العداء ومن السهل جدا أن تجعل أيا كان عدوا لك وبكل سهولة ويسر ولأي درجة تشاء، كما يمكن لأي شخص أن يكون الكثير من العداوات والأعداء وفي أقصر وقت، فمفاتيح القلوب سهل اغلاقها فهي من تران بالصدأ لأقل الاسباب، فما بالك ان كانت مفتعلة ومدروسة، فنحن بشر، وجبلت انفسنا على حب المدح والثناء، ونكره الذم والهجاء وان كان حقيقيا، ومن الطبيعي وجود هذا الاختلاف، فإن أردت التقرب مدحت وان كرهت هجوت وهكذا.

لم أبدأ هذا المقال الا لتبيان فن يغيب عن أذهاننا تماما إلا أننا نجد آثاره ظاهرة علينا وعلى طبيعة إدارة الأمور من حولنا، او يغيب عنا قصدا فنغض الطرف قليلا هنا وقليلا هناك لعدم إدراكنا لمضمونه أو لعدم اهتمامنا بما يدار أصلا.. فمن الطبيعي ان يكون لكل فكرة معارضون يصلون الى حد العداء معها لأي سبب وجيه كان أو غير وجيه، وهذا الفن هو (فن صناعة الاعداء والسيطرة على عدوانيتهم..).

ومن الفطنة ان يوجه هذا العداء ويتحكم به ويصنع له المريدون الذين يدورون في فلك من صنعهم اصلا، دون ان يدعهم كل في فلك يسبحون، بل تكون خيوط العداء كلها بين يديه إلى ان يصل معهم بأنهم لا يغلبون ولا يغلبون ويبقى التنازع بينهم بكل رحابة صدر وأفق واسع، فالذكي من يتحكم في درجة العداء والمعارضة وهذا ما سيبث في قلبه الراحة والطمأنينة لعدم وجود أعداء بالمعنى الحقيقي، بل أعداء من ورق وبأقلام هشة لا تسمن عن جهل ولا تغني عن فكر، وان كان هذا الفن يتبع مدرسة الفكر الميكافيلي هنا فلا بأس بالقليل من الفن والتلاعب لقيادة من لا يستطيع القيادة، وحتى لا يضيع ما هو أغلى من المعارضين الصغار أو الطامحين للوصول بأقصر الطرق، فالدهماء لا يعنيهم الكثير من الأمور رغم تأثرهم بهتافات المعارضين الصغار.

أما من ينافي هذه الصفات أي (المعارض الحقيقي) فهو أبين من يعادي وأوضح من يقابل وهو من لا يناصب العداء والضغينة لأبسط الأسباب ويلين عند الحق فهو الخطر وهو النجاة، ومرآة من أراد ان يرى حقيقته دونما رتوش زائفة تصنع له من الموالين عصبة من الأعداء، فلا حاجة معه لممارسة هذه الفنون، فمنظوره للأشياء ليس من باب الغلبة وفرض الرأي فقط، بل لأجل صلاح البلاد والعباد، وان صلح فلن يكون ذا الدور الأبرز بالأمر بل يصبح أبسط وأسعد المواطنين في البلاد. 

Q8naifQ8@gmail.com

التعليق على المقال
ارسال الى صديق
أبلاغ عن خطأ