الخلاوي ونجوم عبدالله بن خميس

نشر في جريدة الانباء ٢٠١٥/٤/٢٥

http://www.alanba.com.kw/kottab/nayef-aljasmy/553496/24-04-2015

في عام 1997 كنت موجودا في بهو أحد فنادق الكويت وبحفل خاص برجل الاعمال الكويتي عبدالعزيز سعود البابطين، التقيت بالأديب السعودي الكبير الأستاذ عبدالله بن خميس وكان لايزال في صحة جيدة، رحمة الله وأسكنه فسيح جناته... انبهرت لرؤيته وتوجهت اليه دونما استئذان مصافحا كفه الكريمة ومقبلا خديه دون سابق معرفة شخصية، إلا أنني أعرفه جيدا من خلال مؤلفاته، وذلك ما برر لي ملاقاته والحديث معه بكل ود، عرّفته بنفسي وبطمعي ان يسمح لي بعمل لقاء خاص له في احدى المجلات التي عملت بها آنذاك، أما هو فقد رحب بي وبقلة حصافتي وعدم حرصي على بروتوكول اللقاء بالأدباء وخاصة كهذه الهامة... اجلسني بجانبه... 

بكل ود وقرى كريم، وسماحة تنبؤك بنبل الفكر والمنطق... 

دار حديثنا حول أهم مؤلفاته التي أعشق 

(راشد الخلاوي) وخلال استرسالي بالحديث تداركت انني متطفل عليه ولربما أزعجته وحاولت ان احدد موعدا آخر يكون فيه مستعدا للقاء، وعند محاولتي إنهاء الحديث الذي بدأته واستئذاني منه، أبى الا ان اسامره واستكمل معه النقاش حول كتاب راشد الخلاوي الذي استغرب معرفتي لتفاصيل صفحاته وقصصه وأدق تفاصيله ولا سيما عند النقاش حول إن كان ينظم الشعر بالعامية أم بالفصحى وعن اجبار كاتب الكتاب الشاعر راشد الخلاوي على قول الفصيح عنوة وفرض رأي لا اكثر من قبل الكاتب طبعا، وهذا كان رأيي الصريح حينها... 

احب الحديث مبتسما وقال من الواضح جدا انك تحب راشد الخلاوي اكثر مني لكي تبرر له عن كل شيء حتى ابرأته عن الشعر الفصيح وهو المفخرة لا الشعر العامي... 

دار هذا السجال الأخاذ بيننا وكأنني طفل يتدلل على والده الحليم ... وبكلمات ساحرة من قلب صاف قال لو انك علمت متى عاش راشد الخلاوي وفي أي حقبة كان لما قلت ما قلت فهو من عاش حقبة انحراف اللغة الى مسلكها الجديد... اللهجات العامية واختلافها، وبرد مهذب نعم اعلم فأنت لم تغفلها من الكتاب الا انك أبدعت ما لم أره عند غيرك من الكتاب فأنت من جمع قصائد راشد الخلاوي وأصلح وزنها وجعلها تُقرأ بالعامية كما تُقرأ بالفصحى وهذا إعجاز وعمل مضن على الكاتب الا إذا كان هذا الكاتب هو الأديب عبدالله بن خميس... وبابتسامة عريضة لا أنساها استكملنا باقي الحديث والنقاش الآسر لقلب كل محب لأدب من به الأدب شعبة من شعب نفسه ولا تفارقه... 

وبوعد لم استطع تحقيقه لزيارة الاديب عبدالله بن خميس في بيته انتهت تلك الجلسة الثمينة. 

٭ الخاتمة: دون دعم من احد فالمجتمع ان احس بأهمية الأديب... كرمه وزاد في تكريمه وان احسن انه لا يحتاج للأدب فلا حاجة للتكريم.

Q8naifQ8@gmail.com