على تلك المرافئ .. رحلت الأرواح .. وبقيت الكلمات .. بتوقيع الحلم وذكريات محابر العطر ..
مهما تحررت من ذاتي .. سأكون أسيراً لذكرياتي .. مقيّداً بوفائي ..
كل شيء رحل مني وعني .. أمي وأيامي وبقيت الذكريات وألبوم الصور العتيقة .. وحديقة المنزل التي بدأت بالذبول .. كل شيء تغير وذبُل في الحياة ..!
فقط عندما نحب .. نسمع صوت أحلامنا بوضوح .. و نسمع تغاريد العصافير بوضوح ..و نسمع غناء قلوبنا بوضوح ..
يأخذني الوقت إليك .. فأبحر بثواني العمر إلى حيث الروح الممطرة في غربة العنوان الخالد من سماء الذات ..تذكرة وجع مدرار .. ولازال يعاود التكرار
ذكراك تسكنني .. و وفائي يستعمرني .. كبّلتني أساور الوفاء من كل جهات الذات .. فهل سمعت يازمن بهكذا وفاء ..!
عشق الأحرف .. وميلاد قلم فقير .. وإحساس يسكن الضمير .. إهتزاز الأمل لازال في أوراق الوفاء ..
نقطف أوراق الخريف .. وتسيل دموع الروح .. على ذكريات الأمس المهاجرة ما بين الروح والبوح ..
قد عشنا أسياد .. وسنموت أمراء .. وسندفن أحياء .. لأن الذكرى تسكننا .. والوفاء يلتحفنا بعنوان لا يعترف بالرثاء ولا حتى بلغات الجفاء ..
نُمطر بزخات الأحرف على قيثارة المشاعر .. أمطار من الندى .. وأعماق تصافح موسيقى المدى ..
ليت حياتي كانت مثل أناقة قلمي .. ولكنها مع الأسف كانت ولازالت مفصلة على مقاس جُرحي وآلامي ..
كل شيء يموت في الروح ماعدا الوفاء .. إن كان هناك فعلاً وفاء ..
الأشواق هي من تصافح الروح بعشق أصالة الذات .. ولكن من يعرف قيمة الأشواق إذا كانت حدودها فقط أوراق ..
أيها الزمن .. ثق أنني لست بحاجة إلى جُرح جديد .. يكفي مدارات الحلم السعيد .. تسافر بي إلى أطلال من ماضي سجين .. في فؤاد الذكريات البعيدة ..
مشاعرها أمانة .. وقلبها أمانة .. وإحساسها أمانة .. فمن يدرك أمانة الروح يا جسد الذاكرة .. ويا خاصرة الوفاء .. ويا حاضر الأمل ..
العشق الحقيقي لا يضيع .. ولا يموت .. ولكنه يمرض قليلاً بسبب الجفاء .. ويداويه الوفاء بذكريات المشاعر الأجمل على أعتاب الحنين ..
عُذراً يا قلمي .. فالوفاء الحقيقي لا زالت تنزفه محابري .. وتعشقه لغاتي .. وتنزفه أبجدياتي .. وترسمه لوحاتي ..
متلهفة هي اللحظات لأن تشرق بأمل جديد .. ولكن الألم الجائر يحول بين الجرح والألم .. فسُحقاً لهكذا ذبول في زمن يسرق الروح ..
لو تحدث عطرك .. لأخبرك بأن الوفاء جزء من إنسانية الروح .. ولكنه لازال ينظر بصمت بعيد المدى .. و بكل أسى .. تواقيع غيابك ..
في قلبي أبحرت عبر غياهب الفتون جنون .. حب ..فرح .. هيام .. سعادة .. وفاء .. تلك كانت ذكريات ذاك الحب الذي سكن قلبي .. ذكريات من الوفاء ..
أخبار ..سوالف .. أمطار .. جمال .. دلال .. غرام .. إبتسامة ..فنون .. هو ذاك الحب الذي سيطر على جوانحي هو ذاك الحب الذي قلب كياني وبعثر أوراقي
ما أجمل بعثرة الأوراق .. وما أروع عزف الأقلام .. لأجل كيان ذاك القلب العزيز ..