غباء الحكواتي
نشر في جريدة الانباء
السبت ٢٠١٥/٤/٤
http://www.alanba.com.kw/ar/kuwait-news/548898/04-04-2015
ما نحن إلا خلف لسلف، ومن الموروث لدينا كأمة عربية أن يتعايش معنا أشباح آبائنا وأجدادنا الأولين والآخرين على الوجهين الجيد والسيئ من تاريخنا الغارق في قلب الزمن، حتى أصبح لنا أشباحنا الخاصة الذين يوجهوننا ونأتمر بأمرهم حياة وتعايشا بناء على ذكراهم، وان كنا دائما كعرب ما نرجح الافضل من تاريخنا ونخبئ الأسوأ.
وهذا لا يعني ابدا أن تاريخنا سيئ ويجب أن نستحي منه، ففي تاريخنا ما يبعث على الفخر آلاف السنين ولكن يجب ألا نبقى أسرى لتاريخنا ويجب أن ننطلق نحو المستقبل عبر تحسين حاضرنا الأفضل من تاريخنا الذي لم نخدمه إلا بالتبجح وتنفير المتلقي لغباء الحكواتي وبعض الكتاب الادنى ثقافة.
كمحارب الطواحين الهوائية وتابعيه من العوام قليلي الحيلة والتدبير، فهم من يتلقى بطولات الدون كيشوت بكل فخر وعزة دون وعي بحقيقتها وتصديق محتواها... الا انه الوهم المرسل عبر الافواه لآذان صمت عن الحق برغبتها طائعة مستسلمة.
كم أتخيل أن يكون لنا سوق سينمائي وفني يحاكي عكاظ وروادها.. ولا يقل ابهارا عما ابدعته هوليوود من خيال يحاكي الواقع بكل تفاصيله، فأنت تبكي وتضحك وتخاف وكل هذه المشاعر يتحكم فيها في الاستديو ووفق وجهات نظر المبدعين الذين وان أنكرنا إبداعهم فهم من ظفر بخوالج النفوس ولو لوقت قصير.
ويكون هذا السوق لعرض ما لدينا من بضاعة ثرية وأدب زاخر بالأحداث والمفاخر الأصيلة لدينا وفكرنا وموروثا الغني بما يخدم البشرية ويعطي لكل المجتمعات قدوات حسنة يقتدى بها قناعة، دون ابتكار شخوص واهية لا تملك العزم وليست من اهله.
فلا تتم المشاريع الناجحة الا بعد دراسة الجدوى منها.. هل هناك جدوى اكثر ربحية من أبناء وجيل ينهض بالوطن.
Q8naifQ8@gmail.com