إختناق وإستنشاق

إختناق

كُنتَ في جسدي زئيرا  يوقظ فيني النائمون  ..

أريدك أن تموت فردا بلا وارث ، فليس فيك شيئاَ يُسمع سوى ارتجافة خوف ..

أريد أن أبقى لوحدي حاملة حملي في رحمي ، فمتى أجهضت همي سأبشرك إن كان حظي ذكرا سنتركه يكبر ويرتع ،

غدا سينفعنا  حين نصل إلى تخوم الكهولة ، وإن كان حظي أنثى فلا معنى .. فلا معنى وأدها قرباناً لأجدادنا الحزن والهم والألم ..

من تكون ؟؟ قل لي من تكون ؟؟

لم يعد لك قيمة فيني هذا نصيبي من قسمة الأرزاق ..

سلمت نفسي لرب الأرباب ولم يعد لك نفعاً ..

ارحل فإن وجودك سقمَ ..

كُنتَ في جسدي محفولا مكفولا ولكني اليوم فقيرة عن الضيافة عن الجود والكرم ..

كنتَ في جسدي تُعلمني الرماية ، فلا تخيب لي كلمه انطلقت في رحاب الوجود كالسهم ..

فأين أنت الآن ؟؟ أرك شيئاً محال ...

وكُنتُ البحرُ .. زفيري المدُ وشهيقي الجزرُ ..

وكنتَ الأمير تطفو وترهب من حولك كالموجِ يعانق الغمام ..

 كنتَ وكنتَ ياااا صوتي فالبقاء لله  ..

إنعاش بين الحياة والموت

عندما تكون الروح متردده في استيطان الأرض  أو السماء تبدأ هنا أول مراحل نمو الحياة

ولم أكن اعلم أن الحياة جميله إلا عندما استشعرتها بحواسي أعمقها حاسة بين نبضاتي لا ادري ماذا تدعى!

لعلها اقرب للإنعاش مع سبق الإصرار على التقاط الأنفاس وكأنها تتسلق جبل جليدي جميع الاتجاهات تؤدي

إلى الانحدار مالم تتشبث بحبل العزيمة ..

كنتُ  هنا في عالم بين عالمين هل أواصل عبور مثلث برودا وأصبح الكائن الحي الوحيد الذي قاوم الجاذبية الانهزامية؟!

إستنشاق

 امنحني يا الله بين يدي كوناً كهذا الذي خلقته بين السماء والأرض .. يؤرقني جماله مد البصر ..

أحبك يا الله ، فامنحني قلوباً قطوفها بين أصابعي دانية صافية ، نقية لا تعرف الحقد والزور كالبشر ..

امنحني شمساً نصفها يضيء ليلاً حيث أواسي وحدتي بوحيد أخر يدعى ( أنا ) ، ونصفها الأخر منشرح نهاره متى رفعتُ إليك يديَ ..

امنحني أمنياتي في كواكب من لؤلؤ أريدها سعيدة ، لكل كوكب حظه الأوفر من الأمنيات ..

امنحني في مجراتي حياة ومتنفس لطيوري المهاجرة إليك كل ثلث من الليل ..

أريدها تغدو إليك خماصاً طامعة فيما عندك من عفوٍ ومغفرةٍ ...

أيتها الأحلام على رسلكِ احملي هم الدنيا صبرا على كتفك وهناً على وهنا

 فــ رب الأنام عينه لا تغفى ولا تنام ..

أيتها الوجوة الغابرة حزنٌ وأسى توضئي بنهر الرجاء والإيمان وأشرقي ضاحكةُ مستبشرة

فـ رب الأنام عينه لا تغفى ولا تنام ..

أيتها الآمال الخائبة مختفية منطوية خلف قضبان الانهزام انهضي كقطرة الماء من فوق جبل وتدحرجي كعجلة صخرية من شظايا بركان ،

واحصدي ثمارك فالأرض تحرق حتى تنبع ثماراً وتؤكل ناضجة..

أيها القلب كن قدوة لي لأكون مرآتك عندما تتكسر وتتشوه الوجوة في عينيك ، فإني لا أرى إلا ما ترى بصيرا كُنتُ أم أعمى ..

وأصغي إليَّ حالاً ودع عنك هماً وألماً ملكوماً في ذاكرتي اليتيمة من كل شيء واجعل مني ومنك توأماً..

دع عنك التداعي بالسعادة وابدأ التداوي بابتسامة ..

ابتسم وريداً وشريانا فمهما أصابتنا من مصيبة لا تبكي كالثكلى ارفع يقينك لسماء وتفاءل وارتجيه وابتهل  فإن الله يرانا ...

نعم قررت وكان قراري العبور وها أنا أفيق بكامل قواي كصحوة المخمور

وسلمت نفسي لنفسي في حاله ظاهرها انكسار ولكنها في الحقيقة مُمدده ومُسترخية

كما أنها لا تخلو من الشعور بالإدانة وتأبى الاسترسال في التفكير  لا لاحقا ولا بعد الآن

سأضع راسي الملتهب على وسادتي واستعيذ الله من ذلك الكابوس وأساله أن يغسلني بالماء والثلج والبرد ..