تسجيل الدخول

الاكثر أعجابا

عبدالكريم الجباري المعجبين:129
عفاف الشمري المعجبين:95
نافع بن طواله المعجبين:94
بركات الشمري المعجبين:89
علي الضوي المعجبين:82
بندر المطيري المعجبين:82
فرج صباح المعجبين:79
ديم الفيصل المعجبين:77
لافي ذباح المعجبين:76
سعد الخلاوي المعجبين:74
عواد بن طواله المعجبين:73
شواهق نجد المعجبين:71
بدر الحمد المعجبين:68
نبض الحيارى المعجبين:65

الاستفتاء

ماهو تقييمك للموقع
  •  

القائمة البريدية

>> حمد الملحم العنزي >>

اقزام في زمن العمالقة

حمد الملحم العنزي  السعودية

اللهم ساعدني لكي اساعد الاخرين

2013/03/1707:47 pm
عدد المشاهدات : 523

اقزام في زمن العمالقة

 

عندما تظلم الحياة لا يوجد شيء أفضل من ترك 

الضوء المزيف والهروب إلى العتمة الطبيعية بعيدا عن

أضواء المدينة .


ذلك ما كان يدور في خلدي عندما

شاهدت أحد الشبان يقبض بيده على يد والده 

ليضعه في دار العجزة ووالده يبكي بشدة ويطلب منه

راجياً أن يعيش ولو خادما تحت أقدامه لكي يراه كل 

يوم، والابن يمضي وكأنه يسطر بعمله هذا أكبر

نماذج التحضر والشجاعة.

هذا ما شاهدته في 

صباح أول يوم من أيام إجازتي وذلك عندما

استيقظت مبكراً كالمعتاد عند الذهاب للعمل، ولكن

بعدما شاهدت ذلك من النافذة قررت أن أذهب بجولة

في المدينة لأرى الناس يعملون وأنا أتمتع بإجازتي 

لأعرف بعضا من تفاصيل مسيرة الحياة حيث أنه 

عندما يكون الانسان في هذه المسيرة لا يرى ما لا

يراه من هو خارجها .

اذ كان اتجاهي في البداية

الى أحد المدارس التي درست بها فوقفت أمام بوابة

المدرسةمن بداية فتح الباب الى اقفاله ومنع 

الدخول ، فرأيت كيف كان الطلاب المتأخرين يجرون

من الهلع والخوف عن التأخر لدخول طابور الصباح 

ويقف المدرس عند الباب ممسكاً بعصاه وكأنه أسد 

عملاق ليمنع الطلبه من الدخول ويعاقبهم عقاباً لم

أرى له مثيلاً ألا وهو تأخير آخر ولكن هنا بأمر 

الاستاذ لا على حسب ظروف الطالب.



بعد هذه المشاهدات ذهبت الى احدى الدوائر 

الحكومية ليس بصفة مراجع وانما متفرج، ولكن

كان الأمر متعباً حيث لم أجد موقف لسيارتي الا بعد

وقت طويل ومسافة أطول ، فدخلت الى أحد المكاتب

الذي يحوي مجموعة من الموظفين، فاذا بي أسمع 

أصواتاً مرتفعة وصراخاً فتوقفت أمام الباب فسمعت

أحدهم يقول بصوت عال أنت الذي يجب أن تحضر 

التميس مشيراً بأصبعه نحو زميله ، فيرد الزميل

قائلاً : لا بل يجب أن تحضر الفول قبلاً ، فيتدخل 

رجل عليه هيبة من زملائهم ويقول : لا عليكم يا

أخوان سنمضي افطار هذا اليوم على \\\\"البيتزا \\\\"

و\\\\"الهامبرجر\\\\". فانشرحت أسارير الموظفين وكذلك

المراجعين لأنه لو بقي النكد فلن يستطيع المراجعون 

الانتها من معاملاتهم.

عندما شاهدني أحدهم واقفاً أمام الباب قال لي:

لن تنتهي معاملتك قبل نهاية الدوام، فمن الأفضل أن

تتركها وتأتي بعد أسبوع!!


لم الق بالاً لما يقول فجلست جانباً حيث بدأ

تهافت المراجعين واحداً تلو الآخر ولكن لم ينجز لأي 

مراجع شيء من عمله الا عدة أشخاص، سأكتفي

بذكر قصة أحدهم ، حيث جاءهم مراجع 

يحمل على يده (مشلحاً )ويمسك سائقه

بالحقيبة، فبادره الموظف بالترحيب، وطلب له 

“كابتشينو”

حيث عرفه على نفسه وأخرج (واو ) كبيرة من

محفظة كروته، ليتحرك الموظف بنشاط لا مثيل له

حيث أنجز معاملته في عشر دقائق بدلاً من عشرة

أشهر. ثم ذهبت بعد ذلك من هذا المكان حامداً الله 

أنه لا توجد لي معاملة فيه، ولكن أسفني ما رأيت 

وحزنت لذلك كثيراً.


بعد ذلك توجهت الى مجمع ورش السيارات و وقفت

بعيداً أمام احدى الورش لأرى وأسمع ما يدور في 

هذه الأماكن، فاذا بمدير الورشة وعماله يتفقون على

استخراج معظم قطع سيارة جاري الجديدة ، حيث

كان بها عطل بسيط ولكنهم أخبروه أنها ستأخذ وقتاً

طويلاً للاصلاح ربما يصل الى اسبوع ، ومن ثم بعد

أخذهم للقطع الجديدة يضعون بدلاً منها مستعملة

وتجارية ليبيعوها ويكسبوا من ورائها الكثير، وبعض

السيارات يصلحوا بها شيئاً ويفسدوا شيئاً آخر،

ليرجع الزبون مرة أخرى ويدفع أضعافاً مضاعفة.


ثم استمرت الرحلة لتصل بي الى السوق عصراً 

حيث لم أجد الليمون بعد العصر في سوق الخضار،

فالتاجر يشتري بالجملة الكيلو بخمسة ريالات ويبيعه

بخمسة عشر ريالاً لصنف من الأصناف ، طبعاً أنا 

لا أكره الربح للتجار ولكن ألا يكفي الربح الحلال

القليل، فربما أنا لا أحتاج المواد الغذائية وعندما 

يرفع صاحبها الأسعار هل سأشعر بالراحة أم 

ماذا؟! 


ثم قمت بالمرور بأسواق الملابس والمواد

المنزلية والأثاث فوجدت اختلافاً كبيراً من محل 

لأخر، ثم مررت بالأسواق الفاخرة حيث وجدتها 

مليئة بالشباب الناشيء، ففكرت ألا يوجد لهم عمل

أو دراسة... لكي يسيحوا في الأسواق فانتظرت

قليلاً فاذا بمجموعة أخرى من الشباب يسيرون

بالقرب من مجموعة من الفتيات، فحدثت

مضايقات استغربت لها وتعجبت،وعلى العموم 

افترق الجمع، ولا أعلم ماذا سيحصل بعد 

ذلك؟



وعندما جاء المساء خرجت الى الصحراء بعيداً 

عن ضوضاء المدينة، فوجدت مجموعةمن الأقزام

فسألتهم من أنتم ؟ فأجابوا نحن: الصدق، الحب،

الاخلاص، التعاون، ويوجد آخرون ولكن لا يستطيع 

رؤيتهم الا القلة ، فأصبجنا أقزاماً بعد أن قل 

مشجعونا وزاد مشجعوا : الكذب، الحقد، الاهمال، 

والأنانية، فقررنا أن نبقى في الصحراء أقزاماً 

بدلاً من نعيش عملقة الحاضر التي جرفت بكثير من

الناس بعيداً مباديء الانسانية ليصبحوا وحوشاً 

عمالقة، وينسوا بأن الله هو الكبير العظيم الذي 

بيده كل شيء.


حمد وهب الملحم العنزي

أضف تعليق
ارسال الى صديق
أبلاغ عن خطأ

مع الأسف كانوا عمالقة ..
وليتهم لم يكونوا كذلك ..
أستاذنا حمد الملحم العنزي ..
إنسانية رأيتها في كلماتك .. وقراتها من أحرفك ..
بجمال سكبته من ذائقة فكرك الراقي ..
أشكرك جزيل الشكر ..
ربي يحفظك دائماً
أمنياتي

أبلاغ عن خطأ