وهج عمري...!

تأتي بك نسمات البرد...
تأتي بك ملامح العابرين...
تسوقك الي تمتمات العشاق
وأبيات الشعر وحكايات الحنين
المكان ممتلئ بك رغم غيابك

أتعلم ماذا يصنع بي غيابك؟
لن أقول ان حالي كما هو حال
تلك المسنة البائسة التي تنتظر
زيارة أولادها كل نهاية أسبوع
أوكما هو ذاك المزارع البسيط
الذي ينتظر المطر في موسم الجفاف
أوكتلك الطفلة التائهة في زحام العمر
تبحث عن كف والدتها أوكتلك العصفورة
التي تجمع الأعواد لتصنع عشاً لصغارها
الذين يموتون في العراء أمامها
حالي يا سيدي في غيابك هوتماما
ذاك الكرسي الخشبي
المثبت عند محطة القطار
كل يوم يشهد آلاف المسافرين
يحتضر لبكائهم ويستمع لشكاوى المنتظرين
الذين يتبادلون خيبات الأمل...!
حالي يا سيدي في غيابك هوتماما
غروب الشمس بخيوطها البرتقالية
والتي تذوب بصمت وتتلاشى
ممسكة يد الليل ليدوس على وهجها
حالي يا سيدي في غيابك هوتماما
شيخ القبيلة الذي أهدى ابنته لعابر أنقذ قطيعه
وقلبها موصول بمن تصدر المجلس حينها
حالي يا سيدي في غيابك هوتماما
قصيدة غزل مات شاعرها
ولم يصل محتواها الى محبوبته
حالي يا سيدي في غيابك هوتماما
جرح غائر لم تفلح السنين في التئامه
حالي ياسيدي في غيابك هوتماما
بائعة الخبز تلك التي حل المساء
ولم تبع شيئاً لشدة هطول الثلج لم يخرج أحد من بيته
حالي يا سيدي في غيابك هوتماما
غريب حل ضيفاً على مدينة لم يضيفه ساكنوها
حالي يا سيدي في غيابك هوتماما
يتيم غص بدموعه في يوم مجلس الاباء
حالي يا سيدي في غيابك هوتماما
سفينة كسرها الموج في ليلة بداية الشهر
أترى كل ذلك يكون ويحدث في غيابك
أعلمت ما قيمة حضورك ووجودك؟!
وصلك بات قمراً وشمساً وأمناً ووطنا
فكن وهجاً لدربي ونوراً لبقية أيامي

http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=332622&date=04032012