لكل قلم مأجور .. كمل جميلك

بقلم - بارعة



يقف بكل فخر على منصة الإلقاء ويقدم ما في جعبته يفتح المكسور ويكسر المفتوح والمضموم خارج حساباته وبكل ثقة او بالعامية (بكل قوة عين) يدخل على النص اللي بعده.. وقدامه طبول تصفق وتصفق وتصفق بشكل متواصل دونما علم بما يقال ودونما علم بجودة المطروح واكتمال بناءه ومعناه من عدمهما.. وهناك في طرف المكان يقبع ذلك الانسان فاتحاً فاه ينظر الى هؤلاء تارة والى هذا الفرزدقي المزعوم تارة أخرى متعجباً! متسائلاً؟
هل أنا مصاب بسوء الفهم والادراك ام هم المصابون؟
ثم يعود لينصت من جديد لعل أذناه خانتاه ويمعن التركيز ويحفظ وتشوش على تركيزه تلك الهتافات القائلة (الله الله الله) ثم تصيبه العدوى ولا ارادياً يقول (الله الله الله يصبرنا) وغربان الاستغراب تحوم فوق رأسه غير المدرك لكل ما يحصل. وبعد انتهاء المبتدع من ابتداعه تتلاقفه وسائل الاعلام وهاااااات يا اسئلة.. هذا يسأله عن اين كتبت هذه القصيدة والآخر يطلب ذكر طقوس كتابته للنصوص والآخر يطلب منه وعدا بأن يمنحهم آخر قصيدة لينشرها حصريا وذلك المترقب لا زال فاتحاً فاه على مصراعيه يترقب من بعيد ويتحسس رأسه الصغير ويستعيد في داخله بعض ابيات من قصيدة وهو يقول هل الى رقيٍ من سبيل.
وفي خلوة مع ذاته يبحث في نتاج ذلك الفرزدقي ويقرأ بنهم ويتنقل بين النصوص والأبيات والمعاني والعبارات وتصعقه حقيقة غير متوقعة.. يا لهول الصدمة.. تلك النصوص التي سمعها كلها كانت خارج نطاق البناء الشعري السليم.. ولكن عندما قرأها هو وجدها مستقيمة شامخة كنخلة باسقة لذيذة الرطب ممتدة الظلال!! عندها عاد بظهره للوراء وقال في صوت مسموع يا له من شاااااااعر!! واي شاعر يتحدث عنه؟ ايقصد ذلك الفرزدقي ام يقصد من يقف بقلمه خلفه؟؟
ومضة:
لا بد على كل قلم مأجور أن يقدم النص والى جانبه درس في فن قراءة الشعر على نحوه الصحيح.. وكما يقال: كمل جميلك.