تسجيل الدخول
الاكثر أعجابا
الاستفتاء
ماهو تقييمك للموقع
القائمة البريدية
محمد الرويحل 
كاتب زاوية بالعربي المشرمح في جريدة عالم اليوم
نواب ونوائب
النواب جمع نائب والنوائب جمع نائبة والنائبة هي المصيبة وفقا للغة العربية القحة ووفقا للهجة العامية للزقاريط من قبيلة شمر الأقحاح، ولكوننا نمر بعدة نوائب منذ صدور مرسوم الصوت الواحد فلا غرابة من الحديث عن هذه النوائب وخصوصا حين تكون نوائب نواب مجلس الضرورة أو لنقل مجلس النوائب..
أحد نواب مجلس النوائب اعتبر التعبير السلمي بالمظاهرات عمل من أعمال الشرك ووسيلة من وسائل الكفار والمشركين والغريب أن علماءنا الموالين ونواب اللحى المحسوبين عليهم لم نسمع لهم صوتا ولا رأيا عن كل النوائب التي نمر بها وتكون الحكومة مصدرها الا أنهم سرعان ما يظهرون حين يتعلق الأمر بردة فعل العامة لتلك النوائب فلم نسمع منهم أن أفتوا لنا عن القمع والضرب والشتم التي يتعرض لها العامة نتيجة خروجهم كردة فعل ليعبروا عن رأيهم أم أن هذه الأعمال شركية من عمل الشيطان، ولم نسمع رأيهم الشرعي عما اذا كانت ديمقراطيتنا التي أوصلتهم للبرلمان تعتبر من وسائل الكفار الخاصة بهم وببلادهم أما أنها من صميم الأسلام والمسلمين، ولم يقل لنا نائبنا الفاضل رأيه بمن خرج للتظاهر في المسيرات المرخصة من قبل الحكومة وماهو حكم من خرج بها ومن رخص لها وهل المسيرات المرخصة عمل من أعمال المسلمين والاسلام بينما غير المرخصة من عمل الشيطان ووسيلة من وسائل الشرك والمشركين ، واذا كانت المظاهرات المرخصة من وسائل الشرك والمشركين فلماذا لم يقم نائبنا الفاضل باستجواب رئيس الوزراء أو وزير الداخلية الذي رخص لهذه المسيرات وهو يعلم بأنه خالف بذلك الشريعة وتشبه بالكفار وبلادهم.
ونائبة من نوائب الأمة وهي النقيض للنائب السابق من حيث الشكل والمضمون خرجت لتهدد وزير الداخلية بأنه وفي حال عدم تطبيق القانون “ بالقوة والعنف “ على المتظاهرين سوف يعرض نفسه للمساءلة السياسية، والغريب أنه ولأول مرة أسمع بأن القانون يتم تطبيقه “ بالعنف “ ولأول مرة نائب للأمة يحرض الحكومة على قمع الأمة واستخدام القوة والعنف ضدها، والأدهى من ذلك أن يتفق الاثنان هذه النائبة وذاك النائب المتناقضان فكريا وأيدلوجيا فقط على قضية المظاهرات وقمع المواطنين ولم نسمع لهم رأيا شرعيا أو ليبراليا حول قضايا الفساد وغيرها من القضايا التي تسببت في خروج الناس للتظاهر والتعبير عن رفضها لتلك القضايا..
نائب آخر من نوائب الأمة يقول بأنه مستعد لتقديم ضمانات وتطمينات من الجانب الإيراني والجانب العراقي لكنه يطالب أن يقوم أحد بتقديم ضمانات له من الجانب السعودي ولا نفهم ما علاقة هذا “النايبة على قولت أبو زويد “ مع الجانب الإيراني والعراقي لكي يصرح نيابة عنهما ويقدم الضمانات من جانبهما وما اذا كان نائبنا هذا يمثل الشعب الكويتي أو يمثل الحكومة الإيرانية والعراقية لكي يصرح بمثل هذه التصريحات وبهذه الثقة، ثم ماهي الضمانات التي سيقدمها لنا من جانب الطرف الإيراني والعراقي وماهي الضمانات التي يريدها من الجانب السعودي وما هو سر عدائه للسعودية التي يهاجمها في كل مناسبة وما هو سر دفاعه المستميت عن إيران والعراق وهل هذا النائب نائبا بمجلس الأمة أم وزيرا للخارجية ليتدخل في علاقات الدولة الخارجية مع جيرانها وغيرهم بكل مناسبة ..
نائب آخر من نوائب الأمة تقدم باقتراح مثير ومضحك وغريب هو الأول من نوعه ومضمونه حيث جاء بمقترحه أن تكون أولوية الدخول على الأطباء في المستشفيات والمراكز الصحية للكويتيين قبل الوافدين على اعتبار أن المشكلة الصحية بالنسبة له لا تحل الا بهذا المقترح العجيب وأن معاناة المواطنين من سوء وتردي الخدمات الصحية لايمكن القضاء عليها الا بهذا المقترح الفلته ، وبما أنه اقترح هذا الاقتراح نتمنى منه أن يتقدم بمقترح تكون أولوية القادم من الدوار للكويتيين وعدم السماح للمقيمين بأستخدام الطرق أثناء تواجد الكويتيين وبذلك سنقضي على مشكلة الزحمة كما أتمنى أن يقترح لنا أولوية الكويتيين في الصلاة تكون في الصفوف الاولى بينما المقيمون يصلون في الصفوف الخلفية أو حتى خارج المسجد ، ألم أقل لكم بأنهم نوائب على الأمة لا نوابا للأمة..
يعني بالعربي المشرمح حين قاطع غالبية الشعب الكويتي للانتخابات الأخيرة ولمجلس الضرورة خاصة كان لمقاطعته عدة مبررات منها ما نراه ونسمعه من أغلب نوابه الذين يتميزون بشكل غريب بطرح ومقترحات وتحريض وماذكرته من أمثلة ليست إلا اليسير مما يطرحه نواب مجلس الصوت الواحد الذي لم نسمع حتى الآن منهم عن قضية تضخم أرصدة النواب وقضية التحويلات واللحوم الفاسدة وغيرها من قضايا الفساد التي تسببت فيما نحن فيه الآن الا اذا كانوا يعتبرون أنفسهم من الطراز الفريد والمختلف عن بقية نواب المجالس السابقة لا يعنيهم التشريع والرقابة التي هي من صميم عملهم وفقا للدستور، أم أنهم يعتبرون أنفسهم نوائب للأمة التي تعاني وستعاني من تصريحاتهم ومقترحاتهم الغريبة.