تسجيل الدخول

الاكثر أعجابا

عبدالكريم الجباري المعجبين:129
عفاف الشمري المعجبين:95
نافع بن طواله المعجبين:94
بركات الشمري المعجبين:89
علي الضوي المعجبين:82
بندر المطيري المعجبين:82
فرج صباح المعجبين:79
ديم الفيصل المعجبين:77
لافي ذباح المعجبين:76
سعد الخلاوي المعجبين:74
عواد بن طواله المعجبين:73
شواهق نجد المعجبين:71
بدر الحمد المعجبين:68
نبض الحيارى المعجبين:65

الاستفتاء

ماهو تقييمك للموقع
  •  

القائمة البريدية

>> علي الضوي >>

الشعر جمالٌ بلا فائده !

علي الضوي  السعودية

نادمُ على كل شيء .. إلا أخطائي..!

2012/07/0801:50 am
عدد المشاهدات : 1621

الشعر جمالٌ بلا فائده !

إذا كان على القصيدة أن تستمر بعد وفاة الشاعر، فلن يكون ذلك بسبب مناسبتها أو موضوعها أو أخلاقياتها أو شكلها، ولكن بسبب جمالها وقدرتها على الإمتاع، الشعر يقاس بمستوى الجمال، ولذة القصيدة تكمن في: (كيف تقولها وليس ماذا تقول فيها)

الشعر لذة خالصة.. وقارئ الشعر الحقيقي ليس من يحفظ القصيدة بل من يتذوقها!

*****

حتى علماء التغذية يؤكدون.. أن الغذاء الأقل فائدة لذيذ أكثر من الغذاء المفيد!

وجود الشعر والفن عموما ليس له مبرر إلا كونه ظاهرة جمالية.

*****

بحثت في تعريفات الشعر، ما هو فني وما هو تعليمي، ولم أجد تعريفا واحدا استطاع أن يحتوي المعنى الحقيقي للشعر الخالص، كلها محاولات يعتريها النقص، وفي رحلة البحث عن معنى الشعر قرأت قصة قصيرة لأديب بلغاري اسمه (إلين بيلين) بعنوان (عين عديمة الفائدة) توضح جانبا مهما من حقيقة الشعر، تقول القصة:

«خرجت ذات يوم للصيد فقادتني قدماي إلى الأعماق المظلمة لغابة من أشجار الزان، تخلو من أي أثرٍ لطريق ٍ ما يوحي أن قدم إنسانٍ لم تطأها من قبل، وعندما توغلت فيها ألفيت عين ماء في البقعة الأكثر سترا فيها.

كانت العين قد نقشت في صخرٍ بشكل بالغ الجمال، ليتدفق منها الماء عبر أنبوبٍ نحاسيٍّ، ويصب في حوضٍ حجري منبعثا منه خرير يطرب الآذان، وبالقرب منه ينتصب حوض خشبي.

عندئذ سألت نفسي مندهشا: ترى من يكون صنع هذه العين بهذا الإتقان والعناية في مكانٍ لن يصله إنسان يوما أيكون أحد هواة الطبيعة؟ أو صديق لجنيات الغابة؟ أو أحد عشاق العزلة؟ أم تراه يكون متأملا ما.. أو ربما شاعرا؟

أجل.. هو حتما شاعر ذلك الذي صنع هذه العين الجميلة في قلب غابة الزان المهجورة؛ لأن الشاعر فقط هو من يقوم بأعمالٍ جميلة وعديمة الفائدة في آن.

*****

حبة القمح أهم للإنسان من اللؤلؤ.. لكن اللؤلؤ أجمل وأعلى قيمة، الأكسجين أهم لحياة الإنسان.. لكن العطر أكثر إثارة لمشاعره وأكثر إغراء وجاذبية، جناح الفراشة له فائدة وبدونه لا يمكن أن تطير، لكن ليس لتلك الألوان والنقوش أي تبرير إلا الجمال وسحر الطبيعة وعظمة الخالق.. والشعر تماما كالنقوش والألوان في جناح الفراش.. لا تقاس بما يمكن أن تضيفه لمهمة الجناح وقدرته على الطيران.

*****

الشاعر الجيد يتعامل مع قصيدته كخياط ماهر يشتري أدواته جاهزة (قطعة قماش، خيوط) ويبدأ بخياطة فستان جميل، الشاعر المبدع ينتج أدواته بنفسه بمعنى أنه يقوم بصناعة القماش ثم بغزل الخيوط ثم يبدأ باستخدامها.

*****

للمبدع (نايف صقر) اقرأ:

وبين الأحمر النافر والأصفر برتقال تم

      كماله ف الشفق والا الجمر لا احمر تفكيره

هنا جمالٌ خالص (والا الجمر لا احمر تفكيره)، ولو أن البيت افتقد هذا التعبير الجميل لخسر قيمته الشعرية.

لا شيء يعوض نقص الجمال في القصيدة، لا ثقافتها ولا كمية المعلومات فيها ولا رقي مشاعرها ولا حكمتها ولا أي شيء آخر..، ربما الشيء الوحيد الذي قد يعوض ذلك النقص هو "ذكاؤها"

هنا اقرأ للرائع (عبدالمحسن بن سعيد)

أنـا لا مـن دعـيـت الله يـجـيـبـك زتـني ببـعـاد

             رح الله لا يـردك يـمـكـن الـدعــوات مـقـلـوبــه

*****

فكرت في كتابة شعر مع تكرار حرف أو حرفين..

كـل لـيــل ولــه اكـالـيـلـه وانــا كـلـي لـهـا

             لـيـلــةٍ لانــت لـي ونـالـتــنــي ونـاولـتــهــا

كـلـمـتـنـي وكـمـلـتـني وامـتـلـكـني لـيـلـهـا

               كـلـلـتـنـي بـالــغــلا كــلـه وانـــا كـلـلـتـهـا

... هكذا بكل سهولة

حسنا أريد كتابة شعر بلا نقط..

احــدٍ مـعــك لــو حــدك الـعـمــر عـــاداك

              الـمــال هـمــه والـمـصــالــح طـمــوحــه

واحـد عـطـاك الـمـال والـروح واعـطـاك

             عـهــد ووعــد لــو راح مــالــه وروحـــه

ربما قضيت وقتا أطول من السابق لكن المهمة انتهت.

*****

ثم جربت أن أكتب شعراً مثقفا يعجب نقاد الشعر ولجان التحكيم..

سـقـيـت الـلـيـل مـن ظـلـمـا نـعـاسـي وارتـويـت احلام

             نـبــت غـصــن الـسـهــر وابـتـلــت بـكـفــي عـنـاقـيـدي

نـسـجــت الـلـيــل بـلـحــاف الـتـعــب ووســادتي أوهـام

               وقـلـت انـفـض غـبــار الـذاكــرة وانـســى مـواعـيــدي

فوجدته الأكثر سهولة.. ومجانية!

****

أخيرا حاولت أن أكتب شعرا جميلا..

حاولت وحاولت وحاولت.. تأخر الوقت ولم أتمكن من ذلك

مرت الأيام ولا زلت أحاول..

ليس من السهل أبدا أن يعثر الشاعر على شعر جميل لم يكتب بعد!

التعليق على المقال
ارسال الى صديق
أبلاغ عن خطأ