بالعربي المشرمح … ديموخراطية الديموخراطيين

عالم اليوم

بالعربي المشرمح  /  ديموخراطية الديموخراطيين!

محمد الرويحل

عجيب حال الديمقراطية في الكويت ، وعجيب حال بعض من يتبجح بها ويمتطيها متى ما كانت تخدم مصلحته وتوجهاته وعجيب أن تكون كالثوب نلبسه ونخلعه حسب راحتنا ، وعجيب أن نمارسها لنعبّر عن آرائنا ونرفض في ذات الوقت من يختلف معنا من أن يمارسها ، وعجيب أن تكون ديمقراطيتنا مختلفة عن أي ديمقراطية في أي دولة أخرى ..

الغريب أن الديمقراطيين في الكويت يعتبرون الديمقراطية وكالة تجارية وحصرية لهم ولا يحق لغيرهم ممارستها كنظرتهم للدولة ومؤسساتها وشعبها على اعتبار أنها شركة مقفلة تعود ملكيتها لهم فقط ، فيمارسون ديكتاتوريتهم باسم الديمقراطية ..

هؤلاء الديموخراطيون يعتبرون تظاهراتهم وتجمعاتهم وكتاباتهم وانتقاداتهم للآخر ممارسة ديمقراطية حضارية وحرية تعبير ، بينما يرون تلك الممارسات من قبل الآخر عبارة عن غوغائية وفوضى وخروج على القانون وعلى طاعة ولي الأمر، بل إن البعض منهم وصل الى ابعد من ذلك حين شكك في ولاء الآخر وانتمائه لهذا الوطن ..

الديموخراطيون لدينا يحتكرون الصفات الرائعة كأحتكارهم للمناقصات والشركات والمصانع، فصفة الديمقراطية محتكرة لهم وصفة الوطنية مسجلة باسمائهم وصفة الحرية ماركة حصرية لهم لا يجوز لكائن من كان أن يستخدم تلك الصفات حسب قوانينهم ودساتيرهم..

يعني بالعربي المشرمح ديموخراطية الديموخراطيين في الكويت ليست كما هي الديمقراطيات في العالم المتحضر بل تختلف عنها حسب أهواء ومصالح رافعي شعارها وحسب نوع وجنس وأصل من يمارسها لذلك وحتى ينفردوا عن العالم ويتميزوا عن بقية الخلق أن يطلقوا على أنفسهم “ الديموخراطيين “ لسبب بسيط أن ديمقراطيتهم ليست الا “ ديمقوخراطية “ ..

شرمحة ديموخراطية

البعض كان يتهم الآخر بالخروج على طاعة ولي الأمر ، ويطالب الأمة باحترام أوامر سمو الأمير حفظه الله، ولأن سموه أصدر مرسوم بحل مجلس 2009 حين امتزجت رغبته السامية مع إرادة شعبه، فهل سيقوم هذا البعض بمطالبة نواب 2009 بتقديم استقالاتهم تنفيذا لرغبة سموه وطاعة لأوامره واحتراما لإرادة الأمة، أم إن ديموخراطيتهم ستمنعهم من ذلك؟؟