قراءة موضوعية تحليلية لنص الشاعر ظافر القحطاني ( العاشقون )

قراءة نقدية موضوعية لنص الشاعر ظافر القحطاني ( الحالمون ) في كتابه روح بيضاء : ............................................................. العاشقون الحالمون يحملون فقد أرواحهم إلى المجهول ميتون على قيد الحياة يصبغون شيب حزنهم بسواد الألم يغمسون بوحهم في الحزن حتى يبتل يطبقون جفونهم أمد الدهر حتى لا ينثر الدمع ومشاعرهم مكسوة أسىً مستديماً هم في غربة شتاء وليل قاسٍ هم كزرع من الآهات تنقر رأسها عصافير الوجع هم أمشاج ألم تركت بقسوة الإهمال على حافة التعب طوافهم في التيه ونداؤهم الصارخ آمنون .. آمنون وحسناتهم من القدر وجع / وأنات / وشهد عيون حارة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي وسأبدأ بعد القراءات المكثفة للنقد بقراءة هذه الخاطر : 1- بالنسبة لهذه الخاطرة في وسط كتابها فأجد فيها من الأناقة والوضوح الكثير هذا من حيث الطباعة والترتيب . 2- من حيث الترابط والموضوعية أجد أنها تتحدث عن موضوع واحد وهو حال( العاشقون الحالمون) وهي مترابطة من بدايتها إلى آخر حرف فيها . 3- بالنسبة للذوق العرفي العام لم يتجنبه الكاتب ولم يستخدم مفردات بعيدة عن الذوق أو قديمة أو معربة . 4- في هذا النص سلاسة ومناعة رائعة جداً بحيث أن القارئ يتمنى أن لا ينتهي هذا النص . 5- بما أن اللغة إرث مشترك فالكاتب هنا حرص على أن تكون كلماته ليست حكراً عليه بمعنى أنها مفهومة حتى تنتقل للأجيال القادمة سليمة ولها غرض واحد وهو الإفهام والتفهيم . 6- لوحظ إن هذا النص داخل كتابه ابتدأ بالعنوان ولم يربط الكاتب بين نصه وفهرسه بأي رمز وهذا من الأشياء الصحيحة في الطباعة . 7- ربط الكاتب بين العنوان وحال النص في كلمات متوافقة مع المعنى وذألك بوصف حال العاشقون الحالمون فقط ولم يقل العاشقون فلو ذكر العاشقون فقط لأصبح هناك حالمون وغير حالمون فيعطي القارئ إيحاء بالاختلاف . 8- استخدم الكاتب الصور الجمالية بحدود المعقول ولم يبالغ فوصل حدّ الذوق العام للقارئ والناقد . 9- كرر الكاتب الأفعال ( يحملون يصبغون ميتون يغمسون يطبقون ) في أول النص بطريقة جميلة كتعريف للعاشق الحالم مما يجعل العقل والذوق متآلف هنا . 10- استخدم الكاتب كلمة ( أمشاج ) وهي كلمة من القرآن " إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ ) زادت النص بلاغة وأظهرت ثقافة الكاتب الدينية ومنهاجيته في الطواف والنداء وكلمة آمنون والقدر والحسنات . 11- وبما أن الناقد لابد أن يرى العيب فناً وأيضا يجب أن يرى الفن وان لم يراه يكن عيباً عليه لذلك سأظهر مواطن الجمال في نص أستاذي : 1- تخصيص العاشق الحالم 2- وصف العاشقون أنهم ميتون رغم حياتهم وموتهم هنا يكون بعدم قدرتهم على الرؤية وتواصل مع المحبوب . 3- وصف حزنهم بالشيب وصبغتهم بالألم . 4- غمس البوح بالحزن فيكون بوحهم مشبع ومبتل بحزنهم وهنا وصف دقيق. 5- طول مدة إطباق جفونهم حتى لا ينتثر الدمع ولم يقل عيونهم وهنا بلاغة لأن عيونهم ترى ولو اطبقت لعميت . 6- وصفهم بأنهم زروع تنقر راسها عصافير أوجاعهم أي عقول افرغها العشق من مضمونها وهدفها . 12- قد يرى القارئ في هذا النص سوداوية ويأس شديد من إصلاح حال هذا العاشق ولكن الكاتب برع حين خصص كلمة (الحالمون) لأن هناك عاشق واقعي وحالم فالعاشق الحالم فعلاً هذا حاله وحلمه هنا استحالة وصوله وتواصله مع المحبوب . والقارئ حين يدرك هذه الحقيقة التي رمز لها الكاتب بنصه يدرك مدى روعة احرف النص . 13- برأيي المتواضع انه ليس كل كاتب قادر على دس المفردة الجميلة بالنص بذكاء منقطع النظير . شكراً لك أستاذي أن سمحت لي بالتجول في حقلك الشفيف لاستخراج مفردات قد نتيه عنها . أيمان حمد أنثى القمر