حياكة البوح بالكتمان

بسم الله الرحمن الرحيم

قد تحدث لنا مواقف نعجز عن الفضفضه والارتياح منها لتظل عالقه في اذهاننا ، لا نستطيع البوح خشية الانكسار ، خشية البكاء والانهيار ..

في بعض الاحيان نشعر بأن الكتمان شيء لا بد منه لان الحديث للناس والشكوى قد تكون ممله للبعض لن يتقبلوا الشكوى دائماً لان لا احد سيشعر بما نشعر او لربما لا نريد الشكوى لكي لا نكن تحت سقف ( المثيرين للشفقة ) او لا نسقط ببئر صغار العقول ويستغلوا ضعفنا ، ولكن أليس الكتمان مؤذي ؟ أليس هو من يولد طاقة سلبيه للمحيط الخارجي ، أليس هناك بئر لكبار العقول كما هو موجود لصغار العقول ؟ أليس اخراج ما بداخلنا يشعرنا بأرتياح ؟ لما هذا التناقض بداخلي انا خاصة ولربما بداخل بعضكم وليس عامه ، لما نشعر بهذا الاستقطاب الفكري الدائم حول الشكوى ، لنقل انه صراع بين عقولنا وقلوبنا ولكن متى سينتهي هذا الصراع ؟ متى ستكون قلوبنا خاليه وعقولنا صافيه من شوائب الحياة ، لنتحدث بعقل ولنترك التناقض والثرثره الداخليه على ركنٍ مهجور ، هناك نوعان للفئة الصامته : - فئة الكتمان طبع خرج معها منذ ولادتها - وفئة عتبات وصدمات الحياة جعلتها تتخذ الكتمان صديقاً لها .

الفئة الاولى لا نستطيع ان نغيير شيء في ذاتها وشخصيتها ولكن الثانيه؟ هل تعتقدون من السهل عليها ان تعد كما كانت ثرثاره؟ تخرج كل ما بداخلها ؟ لا اعلم لما هذا التناقض الذي اصاب افكاري الان ولكن اشعر آنة ان الكتما شي جداً جميل لان لا احد يحب الكتاب المفتوح ، وآنة اشعر بان الثرثرة نوع من انواع الارتياح والتخلص من هم او قهر بداخلنا .

هل سأحيكهما ببعضهما؟ أم اجلس متشفقة النظر على التناقض الي يحدث .

بكل تأكيد سيكن الخيار الاول ، بعدة شروط : - اختيار الشخص الصائب للحديث له بارتياح - هناك مواقف لا تستدعي الحديث ، يجب ان نكن بها صامتين متجنبين الثرثره - وهناك مواقف تستدعي الحديث اذا تمت مضايقتنا بشكل كبير ، فيجب ان نثبت ذاتنا ونذكر من حولنا باننا نشعر بما يحدث ونتضايق ليقدرونا ولكي لا يكرروا خطأهم لكم ما تفضلون من البوح والكتمان ولكن ، العدالة العقليه العاطفيه مطلوبة ، قد نحزن من امر اختاره الله لنا سنبكي وسنلعن الحظ مئات المرات ، سنكتب وسنرمي اللوم على كل عتبة واجهتنا وتجاهلناها ولكن ( لن نفكر بوعي ) ولربما سنشكوا للشخص الخاطئ لذا كونوا من العادلين ذاتياً .

ربما في كلماتي هذه قد جددت جرح تناسيتموه لفتره طويله ولسنين مديدة الجروح متنوعه ولا اعلم مابقلوبكم ولكن ‏اوجع الله قلوب من اوجعوكم بقدر الالم الداخلي الذي زرع فيكم بسببهم

حنان الكثيري ‏@hananrody